“تحرير الشام” تحاول فتح معبر مع النظام منعتها تركيا من فتحه
تتواصل التوترات بين “هيئة تحرير الشام” والجيش التركي، في محافظة إدلب، على خلفية محاولة الهيئة فتح معبر تجاري يصل بمناطق نظام الأسد، بعد قطع تركيا الطريق عليها.
وذكرت شبكة “المحرر الإعلامية”، التابعة لـ “فيلق الشام” المنضوي ضمن “الجيش الوطني”، أن “هيئة تحرير الشام” استقدمت، اليوم الثلاثاء، آلية (تريكس) لإزالة السواتر الترابية التي كانت تركيا قد وضعتها عند مفرق كتيان وشلخ بريف إدلب، لمنع عبور الشاحنات التجارية بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة الهيئة.
وحدث استنفار عسكري بين الجيش التركي وعناصر من “هيئة تحرير الشام”، في منطقة معارة النعسان، شمال شرقي إدلب، بعد محاولة الهيئة فتح الطريق بين بلدتي معارة النعسان وميزناز في ريف حلب الغربي، من أجل استئناف الحركة التجارية مع مناطق سيطرة النظام.
يُشار إلى أن “هيئة تحرير الشام” عممت، الأسبوع الماضي، في رسالة وصلت لـ”السورية.نت” أنها تنوي فتح معبر مع نظام الأسد، يصل بين سراقب وسرمين، إلا أنها تراجعت بعد ساعات من إعلانها نيتها فتحه بصورة مفاجئة، بسبب ضغط شعبي من أهالي إدلب، في ظل مخاوف من انتشار فيروس “كورونا” في الشمال السوري.
واعتبرت “تحرير الشام” أن المعبر سيكون تجارياً وليس مدنياً، ولا خطورة من فتحه، مؤكدةً أنها ستقدم على هذه الخطوة، بعد مطالبات من المزارعين والتجار في الشمال السوري.
رفض واستنكار
فريق “منسقو استجابة سوريا” أصدر بياناً، اليوم الثلاثاء، أدان فيه محاولة “تحرير الشام” فتح معبر مع النظام، مشيراً إلى أن افتتاح المعبر يحقق فائدة اقتصادية للطرفين، ولا يعود بأي نفع اقتصادي على السكان المدنيين في الشمال السوري.
وجاء في البيان “إن العمل على تثبيت وافتتاح تلك المعابر، يعني الاعتراف والتثبيت بالأمر الواقع، وتثبيت الحدود الحالية، وحرمان الآلاف من المدنيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي سيطر عليها النظام السوري خلال الحملات العسكرية الأخيرة”.
كما أن “مراصد العمليات العسكرية” في الشمال السوري، أصدر بياناً استنكر فيه فتح أي معبر تجاري نظامي أو غير نظامي مع نظام الأسد، معتبراً أن هذه الخطوة تعتبر “خيانة لدماء الشهداء والمصابين”.
وتشكّل المعابر بالنسبة لـ”تحرير الشام” مورداً مالياً، تعتمد عليها في الدعم المالي اللازم لترسانتها العسكرية، ولإدارتها المدنية لمحافظة إدلب.
خلافات على “M4”
وتأتي التطورات السابقة في ظل توتر بين “هيئة تحرير الشام” والجيش التركي في محافظة إدلب، الأحد الماضي، والتي شهدت قصفاً متبادلاً بين الطرفين، بعد ساعات من تطورات متسارعة على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4).
وبحسب مصادر متقاطعة لـ”السورية. نت” فإن عناصر من “تحرير الشام” استهدفوا آلية مجنزرة تركية بصاروخ مضاد، إلى جانب قصف نقطة المراقبة في بلدة النيرب على الطريق.
ورداً على ذلك استهدفت طائرة مسيرة تركية من نوع “بيرقدار”، مربضاً للهاون ومركز لقاعدة “م.د” مضادة للدروع، تابعة لـ”تحرير الشام” قرب بلدة النيرب.
وتخضع إدلب إلى تفاهمات تركية- روسية، تنص على وقف إطلاق النار وتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي (M4).
لكن الدوريات حتى اليوم لم تسر بشكل كامل، بسبب اعتصام مجموعة من المدنيين على الطريق، ورفضهم لمرور الدوريات الروسية.
وتعتبر “هيئة تحرير الشام” الجهة الفاعلة والنافذة في محافظة إدلب، إذ تفرض سيطرتها على جميع المدن والمناطق، عسكرياً وإدارياً.