تحقيق يكشف علاقة “ملك الكبتاغون” اللبناني بفرقة ماهر الأسد
كشف تحقيق جديد عن وجود صلات مباشرة بين تجار مخدرات لبنانيين، وبين قياديين في “الفرقة الرابعة” التي يترأسها ماهر الأسد، في صناعة وتهريب الكبتاغون.
ونشرت شبكة “BBC” البريطانية تحقيقاً، اليوم الثلاثاء، بالتعاون مع شبكة الصحافة الاستقصائية (OCCRP).
وتمكن التحقيق من الوصول إلى محضر المحكمة الخاص بالمدعو، حسن دقو، الملقب بـ”ملك الكبتاغون” و”إمبراطور المخدرات” في لبنان.
وكانت السلطات اللبنانية ألقت القبض على دقو عام 2021، وحكمت عليه بالسجن سبع سنوات مع الأشغال الشاقة.
وقال القاضي المشرف على محاكمة دقو لمعدّي التحقيق، إن “معظم الأدلة جاءت من مراقبة الاتصالات الهاتفية بين دقو وعدد من مهربي المخدرات”.
رسائل تكشف علاقات الكبتاغون
رغم اعتراف دقو بتعاونه مع “الفرقة الرابعة” في سورية وحصوله على بطاقة هوية، إلا أن القاضي قال إنه “لم يتم العثور على دليل على تورط مسؤولين سوريين في أعمال الكبتاغون الخاصة به”.
لكن التحقيق وجد في وثيقة المحكمة “سلسلة من لقطات شاشة الرسائل التي أرسلها دقو إلى شخص يسميه (المعلم)”.
ويتكون رقم هاتفه في الغالب من نفس الرقم، ويتكرر عدة مرات، وهو ما يسمى بـ “الرقم الذهبي”.
وحسب التحقيق فإن الرقم يخص اللواء غسان بلال، الذي يعتبر الرجل الثاني في الفرقة الرابعة ومدير مكتب ماهر الأسد.
وتشير رسائل “واتس آب” التي نشرها التحقيق بين دقو وبلال، إلى أن الأخير كان يناقش حركة “بضائع” (يعتقد أنها كبتاغون)، إلى بلدة تسمى “الصبورة” بريف دمشق.
ويوجد للفرقة الرابعة قاعدة كبيرة في تلك المنطقة، بالإضافة إلى مناقشة تجديد التصاريح الأمنية.
حسن دقو.. محطات “ملك كبتاغون” أقام عرشه بين “جمهورتين”
وليست المرة الأولى التي يرد فيها اسم غسان بلال في تجارة المخدرات في سورية، إذ ورد اسمه في صحيفة “نيويورك تايمز“ عام 2021.
وحسب الصحيفة فإن غسان بلال يوفر الحماية لشبكة مخدرات، ويحمي العديد من المصانع ويسهّل انتقال البضائع إلى حدود سورية.
“أمر روتيني”
التقى التحقيق بعناصر من قوات الأسد في حلب، وقال أحد العناصر إن “العديد من زملائه أصبحوا تجار مخدرات في مناطقهم لتكملة دخلهم”.
مضيفاً أن ذلك “أصبح أمراً روتينياً بالنسبة لهم”.
وتابع “لا يُسمح لنا بالذهاب إلى المصنع، كانوا يختارون مكاناً للاجتماع ونشتري من حزب الله. نستلم البضائع وننسق مع الفرقة الرابعة لتسهيل حركتنا”.
كما توصل التحقيق إلى هاتف محمول كان موجود في مقر راجي فلحوط في السويداء، بعد الهجوم عليه من قبل مجموعات محلية بسبب تجارته بالمخدرات، واختفائه عقب ذلك.
وقال التحقيق إنه وجد في الهاتف المحمول سلسلة من الرسائل بين فلحوط ومسؤول لبناني يسميه “أبو حمزة”.
وأضاف أن “هناك محادثة على الهاتف المحمول في أغسطس/آب 2021، يتحدث فيها فلحوط وأبو حمزة عن نقل آلات المصنع من لبنان إلى سورية”.
وحسب التحقيق فإن اسم أبو حمزة الحقيقي هو حسين رياض الفيتروني، المرتبط بـ “حزب الله” اللبناني.
وكانت السلطات اللبنانية أعلنت اعتقال الفيتروني في نهاية 2021.
وعلى مدى السنوات الماضية باتت حبوب “الكبتاغون”، مصدراً مهماً لتمويل نظام بشار الأسد.
وقال خبراء وصحف غربية إن “سورية تحولت إلى دولة مخدرات”، يديرها نظام الأسد.
ونشطت عمليات تهريب الكبتاغون والحبوب المخدرة من سورية إلى دول الجوار وصولاً إلى دول الخليج.
وحسب دراسة صادرة عن مركز “COAR” للتحليل والأبحاث (كوار)، في نهاية أبريل/ نيسان 2021، فإن “قيمة صادرات سورية السوقية من الكبتاغون فقط، بلغت أكثر من 3.46 مليار دولار أمريكي في 2020”.