تحقيق يكشف “فساد واحتيال” ممثلة “الصحة العالمية” في دمشق
كشف تحقيق لوكالة “أسوشيتد برس”، اليوم الخميس، عن “فساد واحتيال” ممثلة “منظمة الصحة العالمية” في سورية، أكجمال ماغتموفا، منذ توليها المنصب في 2020.
وقالت الوكالة إنها حصلت على وثائق تظهر تورط ماغتموفا في سلوك مسيء مع موظفي الصحة في دمشق، والضغط عليهم “لتوقيع عقود مع سياسيين كبار في الحكومة السورية”.
وأكدت الوكالة أن ماغتموفا وظفت أقارب “غير أكفاء” لمسؤولين في حكومة الأسد، البعض منهم متهمين بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان.
وأخبر مسؤولون في المنظمة محققي الوكالة، أن ماغتموفا “قدمت خدمات لكبار السياسيين في النظام السوري والتقت خلسة مع الجيش الروسي، وهو ما يمثل انتهاكاً محتملاً لحياد منظمة الصحة العالمية كمنظمة تابعة للأمم المتحدة”,
كما استخدمت ماغتموفا أموال “منظمة الصحة العالمية” لشراء أجهزة كمبيوترات محمولة من النوعية الجيدة لوزارة الصحة في حكومة الأسد، إضافة إلى تقديم سيارات باهظة الثمن، حسب ما قال موظفون في المنظمة.
ونقلت الوكالة عن ثلاثة من مسؤولي “الصحة العالمية”، أن “ماغتموفا كانت متورطة في العديد من العقود المشكوك فيها، بما في ذلك صفقة النقل التي منحت عدة ملايين من الدولارات لمورد تربطها به علاقات شخصية”.
كما تلقى موظف آخر مقرب من ماغتموفا 20 ألف دولار نقداً لشراء الأدوية، على الرغم من عدم وجود أي طلب من حكومة الأسد.
كما تظهر الوثائق أن ماغتموفا أقامت حفلة بتكلفة 10 آلاف دولار أمريكي، على نفقة “منظمة الصحة العالمية”، في وقت كانت فيه البلاد تكافح من أجل الحصول على لقاحات فيروس كورونا.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2020، وفي خضم وباء كورونا، كلفت ماغتموفا أكثر من 100 موظف من منظمتها في سورية، بتعلم رقصة “الغوغاء السريعة”، وطلبت من المسؤولين تصوير أنفسهم وهم يؤدون الخطوات المصممة لحفل للأمم المتحدة.
وكانت “منظمة الصحة العالمية”، نشرت عبر حسابها تسجيلاً يظهر فيه موظفو الصحة وهم يرقصون، قبل أن يتم حذف الفيديو بعد مضي ساعات بسبب الانتقادات التي وجهت له.
وأشارت الوكالة إلى أن ماغتموفا أقامت من أكتوبر/تشرين الأول 2020 إلى مايو/أيار الماضي، في فندق فور سيزونز بدمشق، بجناح له إطلالة بانورامية على المدينة بتكلفة تبلغ حوالي 450 دولاراً في الليلة.
وحسب الوكالة فإن ميزانية مكتب “منظمة الصحة العالمية” في سورية، تبلغ حوالي 115 مليون دولار العام الماضي لمعالجة القضايا الصحية، في حين أن السوريين تلقوا خدمات سيئة وتعرض موظفو “منظمة الصحة العالمية” لسوء المعاملة.