تطوع العشرات من الأطباء السوريين المقيمين في مدينة غازي عنتاب للمشاركة في عمليات تشخيص فيروس “كورونا”، بعد تقديمهم مبادرة لوالي المدينة، داوود غُل عرضوا من خلالها العمل إلى جانب نظرائهم الأتراك في عمليات التشخيص، ولا سيما أن عدد الإصابات بالفيروس تزداد يوماً بعد يوم على الأراضي التركية.
وينضوي الأطباء، أصحاب المبادرة، ضمن “رابطة أطباء غازي عنتاب”، وبحسب المسؤول الإعلامي في الرابطة، الطبيب محمد الحاج فإن المبادرة التطوعية للعمل إلى جانب الأطباء الأتراك، تم تقديمها لوالي غازي عنتاب، في الأيام الماضية، معرباً عن استعداد الأطباء السوريين لـ”العمل في تشخيص كورونا سواء في الجانب التركي أو الشمال السوري المحرر”.
وأضاف الحاج لـ”السورية.نت”: “والي غازي عنتاب رحّب بالمبادرة وتشكرنا على ذلك، مشيراً إلى الأمور في تركيا تحت السيطرة في الوضع الحالي، لكنه احتفظ بقوائم أسماء الأطباء المتطوعين إلى حين تستدعي الحاجة.. وطلب منا الاستعداد لأي طارئ”.
وتضم “رابطة أطباء غازي عنتاب” أطباء من الداخل السوري وأطباء مقيمين في مدينة غازي عنتاب التركية، بالإضافة إلى الأطباء العاملين في “مراكز صحة المهاجرين”، بحسب الحاج.
وتشهد تركيا ازدياد في معدل الإصابات بفيروس “كورونا”، وفي آخر الإحصائيات المتعلقة بالإصابات والوفيات، أعلن وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجه، أمس الجمعة، تسجيل 2069 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، بعد إجراء 7533 فحصاً خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ليرتفع إجمالي عدد الإصابات في تركيا إلى 5698 إصابة.
وبحسب قوجه، فإن عدد الوفيات جرّاء الإصابة بالفيروس ارتفع إلى 92، بعد تسجيل 17 حالة وفاة جديدة، موضحاً أن 42 مصاباً بالفيروس تماثلوا للشفاء وأُخرِجوا من المستشفى.
على مداخل غازي عنتاب
وتعتبر المبادرة التي أطلقها الأطباء السوريين في مدينة غازي عنتاب، خطوة لافتة، تأتي في ظل إجراءات احترازية متسارعة من قبل الحكومة التركية، للحد من انتشار فيروس “كورونا”، والتي كان آخرها البدء بإجراءات عزل الولايات التركية عن بعضها، وإيقاف حركة النقل الداخلي والطيران بينها.
وبحسب الطبيب محمد الحاج فإن والي غازي عنتاب، داوود غل طلب من الأطباء المبادرين للعمل إلى جانب نظرائهم الأتراك، المشاركة في تقديم المساعدة على مداخل مدينة غازي عنتاب، في خطوة للتأكد من القادمين إلى المدينة، وخلوهم من “كورونا”.
وأوضح الحاج أن أكثر من 200 طبيب جراح وأطباء أسنان وصيادلة سيتوزعون على أربع نقاط طبية في مداخل مدينة عازي عنتاب، مشيراً إلى أن “رابطة أطباء غازي عنتاب” تضم 200 طبيب وصيدلي، بالإضافة إلى 100 متطوع مدني، خارج الاختصاصات الصحية.
ولا تقتصر المبادرة على العمل داخل الأراضي التركية، بل تشمل العمل في الشمال السوري “المحرر”، بحسب الطبيب الحاج، والذي قال إن الفريق الطبي في “الرابطة” سيكون مستعداً للدخول إلى الشمال السوري، سواء في إدلب أو ريف حلب، في حال استدعت الضرورة لذلك.
ترحيب تركي
في سياق ما سبق لاقت الخطوة الي أقدم عليها الأطباء السوريين في غازي عنتاب ترحيباً من قبل الجانب التركي، ووسائل الإعلام التركية، بحسب ما رصد فريق “السورية.نت”ز
وكانت وكالة “الأناضول” قد ذكرت أن والي غازي عنتاب داوود غُل، ورئيسة بلدية المدينة فاطمة شاهين أجريا جولة تفقدية، للاطلاع على سير المهام في النقاط الطبية.
وقال غُل أن بلدية المدينة (غازي عنتاب) أقامت نقاطاً طبية عند حواجز تابعة للشرطة والدرك، والمنتشرة عند مداخل ومخارج المدينة، ضمن إطار المساعي الرامية لمكافحة كورونا في غازي عنتاب، لافتاً إلى أن “ما يميز هذه الجهود هو تطوع الأطباء السوريين للمشاركة إلى جانب نظرائهم الأتراك في التصدي لفيروس كورونا”.
وأضاف والي المدينة أن “الأطباء (السوريين) يشرفون على قياس درجة حرارة الأشخاص القادمين إلى المدينة، والاتصال بفرق الإسعاف لدى وجود مشاكل صحية عند أحدهم”.
وبحسب معلومات “السورية.نت” فإن ولايات تركية أخرى شهدت مبادرات تطوعية من قبل الأطباء السوريين، بينها هاتاي الحدودية، والتي اجتمع فيها عدة أطباء سوريين مع الوالي، وأعربوا عن استعداداهم للمشاركة في عمليات التشخيص لـ”كورونا”، إلى جانب الأطباء الأتراك.
وتتضمن المبادرات التي يتم تقديمها إلى الولايات التركية، العمل في المشافي على الأراضي التركية، من جهة، بالإضافة إلى الشمال السوري، والذي تسود مخاوف بشأنه، بخصوص انتشار فيروس “كورونا”، خاصة في ظل الأعداد الكبيرة للمدنيين والنازحين، والذيين يقطنون في مخيمات على الحدود السورية- التركية.