كشفت الاستخبارات التركية، أمس الأربعاء، تفاصيل إفشال مخطط الموساد الإسرائيلي لاختطاف مهندس برمجيات فلسطيني في ماليزيا العام الماضي.
وحسب شبكة ” CNN TURK” فإن جهاز المخابرات التركي نشر تفاصيل عن أكبر عملية دولية نفذها خلال السنوات الماضية، تتعلق بإنقاذ مهندس برمجيات من غزة يدعى عمر، من قبضة الموساد في ماليزيا.
وتعود القصة إلى عام 2022، عندما أعلنت ماليزيا القبض على شبكة تجسس تابعة لجهاز الموساد الإسرائيلي مؤلفة من 11 شخصاً، اختطفت الخبير الفلسطيني في تكنولوجيا المعلومات.
وأشار الأمن الماليزي حينها إلى أن شبكة التجسس نقلت الخبير الفلسطيني إلى منزل ريفي في ضواحي العاصمة، قبل أن تتمكن المخابرات الماليزية من الوصول إلى المكان وتحريره.
تعطيل “القبة الحديدية”
وعمر من موالد 1991 ينحدر من مدينة غزة، وخريج قسم برمجة علوم الكمبيوتر في جامعة غزة الإسلامية.
وأصبح عمر هدفاً للموساد بعد تطويره برنامج اختراق وتعطيل “القبة الحديدية” بين عامي 2015 و2016، ما فتح الباب أمام حركة “حماس” لشن هجمات صاروخية داخل مستوطنات إسرائيلية.
ولم تتمكن تل أبيب من معرفة سبب عدم اعتراض “القبة الحديدية” للصواريخ إلا بعد ثلاث سنوات، إذ توصلت إلى اسم عمر الذي اعتبرته المسؤول الأول عن التعطيل وحاولت اختطافه.
ولعب جهاز الاستخبارات التركي دوراً في عملية تحرير المهندس الفلسطيني عبر مراقبته، بعد علمه بمحاولة الموساد اختطافه.
ووصل عمر إلى إسطنبول قادماً من القاهرة في 3 مارس/ آذار 2020، وكان مراقباً من قبل الموساد الإسرائيلي.
وتلقى عمر عدة عروض مغرية مشبوهة أكثر من مرة من أجل العمل في شركات برمجة في أوروبا، عبر أشخاص يعملون لصالح الموساد، إلا أن المخابرات التركية حذرته من ذلك، وفق “CNN TURK”.
وفي سبتمبر/ أيلول 2022 قرر عمر الذهاب إلى ماليزيا في رحلة سياحية لمدة 15 يوماً، رغم تحذير المخابرات التركية.
ومع إصرار المهندس على السفر، زرعت برنامج تعقب في هاتفه يدل على مكانه حتى وإن كان الهاتف مغلقاً.
وفي ماليزيا جند الموساد خلية مؤلفة من 11 شخصاً بهدف تعقب عمر واختطافه في 28 سبتمبر/ أيلول.
وبحسب الشبكة، قامت الخلية بتعذيب المهندس الفلسطيني بشدة، كما قام الموساد باستجوابه لمدة 36 ساعة عبر الفيديو لمعرفة كيفية تطوير البرنامج ولغة التشفير التي استخدمها في تعطيل “القبة الحديدية”.
وفور علم المخابرات التركية بحادثة الاختطاف، أرسلت موقع المهندس إلى نظرائها في ماليزيا، وطالبت بسرعة التدخل وإنقاذ الشاب من الاختطاف.
وقامت المخابرات التركية بإحضار المهندس الفلسطيني من ماليزيا، ويعيش حالياً تحت حمايتها في إسطنبول.