كشفت تركيا عن بعض التفاصيل المتعلقة بخارطة طريق “إعادة السوريين” إلى بلادهم، الملف الذي كان حاضراً وبقوة خلال لقاء موسكو الرباعي.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم الاثنين، إن “إعادة 550 ألف مهاجر سوري إلى بلادهم خلال الفترة الأخيرة أمر غير كافٍ، وسيتم إرسال المزيد”.
وأضاف: “نحتاج إلى إرسالهم ليس فقط إلى المناطق الآمنة، ولكن أيضاً إلى الأماكن التي يسيطر عليها النظام السوري”.
بمعنى آخر، أوضح الوزير التركي أن بلاده “تحتاج إلى إرسالهم للمدن التي أتوا منها”.
ولتحقيق هذا الغرض دخلت أنقرة في عمليات تنسيق مع النظام السوري و”شراكة”، و”تم اتخاذ قرار لإنشاء البنية التحتية اللازمة لذلك”.
وأشار جاويش أوغلو إلى أن عملية “إرسال اللاجئين ستكون بطريقة تليق بالكرامة الإنسانية”، وبعيدة عن “خطاب الكراهية والشعبوية”.
ماذا تتضمن الخارطة؟
ويأتي حديث الوزير التركي في الوقت الذي تزيد فيه أحزاب المعارضة جرعة الخطاب المعادي للاجئين، قبل أسبوع من جولة الانتخابات الرئاسية الثانية.
وكان على رأس من أطلق الخطاب التحريضي مرشح المعارضة الرئاسي، كمال كلشدار أوغلو وحليفته ميرال أكشنار.
في المقابل كان الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير داخليته سليمان صويلو قد أكدا على مشروع “عودة السوريين”.
لكنهما قالا إن “المسار لن يكون إجبارياً بل طوعياً”.
وفيما يتعلق بـ”خارطة الطريق” شرح جاويش أوغلو أن “إحياء العملية السياسية ومحاربة وتطهير سورية من الإرهاب والعودة الآمنة للاجئين” أمور مترابطة ببضعها البعض.
وشدد “على ضرورة إعداد البنية التحتية للعودة، وضمان سلامة الأرواح وإشراك الأمم المتحدة والمجتمع الدولي”.
وفي غضون ذلك قال جاويش أوغلو: “إذا قلنا إننا سنرسل جميع (المهاجرين السوريين) بنسبة 100٪، فلن يكون هذا صحيحاً”.
وأضاف: “هناك حاجة للعمل في القطاع الزراعي والصناعة في تركيا، والقوى العاملة مطلوبة الآن”.
كما أوضح أن “خارطة الطريق تتضمن أيضاً العمل على جدولة زمنية لهذا المسار، وخلق فرص لهم في المنطقة الآمنة”.
ولفت إلى أن “دول مثل قطر والمملكة العربية السعودية أيدت هذا المكان”، في إشارة منه إلى “المنطقة الآمنة”.
وحتى الآن لا تعرف التفاصيل كاملة لـ”مشروع عودة السوريين”، سواء الذي تقوده تركيا أو الذي تعمل عليه الدول العربية.
وتواصل الأمم المتحدة ولجنة التحقيق الخاصة بسورية حتى الآن التأكيد على أن “سورية بلداً غير آمناً”.
وكانت منظمات حقوق إنسان دولية قد وثقت الكثير من حالات الاعتقال لأشخاص عادوا إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، خلال الفترة الأخيرة.