قتل سوري يدعى “وسام مازن دلة” إثر مداهمة نفذتها “وحدات الحماية” التابعة لـ”حزب الله” اللبناني في الضاحية الجنوبية، ليلة السبت، وبينما قالت وسائل إعلام مقربة من الأخير إنه “إرهابي ومشارك في تنفيذ تفجير السيدة زينب” شكك حقوقيون ومصادر بهذه الرواية.
ونقلت قناة “الميادين” الممولة من إيران عن مصدر أمني لم تسمه أن “وحدة الحماية في حزب الله توفرت لديها معلومات عن مشارك في التفجيرات التي حصلت في منطقة السيدة زينب، جنوبي دمشق، في يوليو الماضي”.
وأضافت قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله” أنه “وبعد توافر المعطيات عن دخول السوري وسام دلة بطريقة غير شرعية إلى لبنان تمت محاصرة شقة في منطقة حي السلم”.
وتابعت: “بعد المداهمة ما كان من الملاحق إلا أن رمى بنفسه من الطابق السابع حتى لا يتم القبض عليه، وقد تم نقله إلى إحدى المستشفيات ثم فارق الحياة”.
وأقدمت “وحدات الحماية” التابعة للحزب اللبناني بعد الحادثة على اعتقال والد الشباب وسام وشقيقه من المكان، فيما “لم يكن هناك أحزمة ناسفة، ولا تزال التحقيقات جارية”.
وتحدثت وسائل إعلام لبنانية أخرى، اليوم السبت، عن “حضور كثيف لملالات الجيش العسكرية في محيط منزل أقارب السوري في حي السلم”.
كما “دخل رئيس مكتب أمن الضاحية، في مخابرات الجيش، العميد ماهر رعد، إلى منزل أقارب القتيل”، بحسب قناة “الجديد”.
توافرت معلومات لحزب الله عن ارهابي (سوري الجنسية) يُجهز لعملية إنتحارية.
تمت مداهمة مكان إقامته في حيّ السلم فقام برمي نفسه من نافذة منزله فسقط قتيلاً، وتم القاء القبض على شخصين برفقته.. pic.twitter.com/tWQ2qcz5wl— سالم زهران (@salemzahran05) August 18, 2023
من هو “وسام”؟
ويعمل وسام وأبيه مازن منذ سنوات برصف الأرصفة والأرضيات أو كما يعرف محلياً في سورية بـ”مهنة البلاط”، وكانوا يتنقلون ما بين العاصمة السورية دمشق ولبنان.
وحصلت “السورية.نت” على معلومات من أحد أقرباء الشاب الضحية تنفي رواية “حزب الله” على أن “وسام إرهابي”، وأوضحت أنه كان قد انتقل إلى لبنان في الأيام الماضية، بعدما نفذت أجهزة أمن النظام السوري مداهمات استهدفت منزل عائلته.
وجاءت المداهمات في أعقاب التفجير الذي استهدف منطقة السيدة زينب، وتبناه مؤخراً تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأضاف قريبه الذي تحفظ عن ذكر اسمه لاعتبارات أمنية: “الأب والابن لا علاقة لهم بأي شيء إرهابي ولا حتى بالتفجير لا من قريب ولا بعيد. يكسبون العيش من مهنة البلاد، وكانوا قد انتقلوا إلى لبنان بعد التفجير خوفاً من أن يطالهم الاعتقال بعد مداهمة منزلهم”.
وتظهر صفحة شخصية عبر “فيس بوك” لأب الضحية مازن دلة تفاصيل أعمالهم في مهنة البلاط في العاصمة السورية دمشق وفي لبنان أيضاً.
“حقوقيون يشككون”
وشكك الحقوقي اللبناني، نبيل الحلبي في رواية “حزب الله”، وكتب عبر موقع التواصل “x”: “هل لدينا في الأجهزة الامنية من يحضّر الأرواح وقد أخذ إفادة (المنتحر) بعد موته.؟! أم هذه رواية حزب الله وجرى تلقينها لهذا الجهاز الأمني؟!”.
وتابع الحلبي: “هل هي قنبلة دخانية من أجل إعادة ضبط الأولويات الأمنية لصالح سلاح الحزب بعد الكحالة وقبل التجديد المشروط لليونيفيل؟”.
“كالعادة يكون السوري اللاجئ الفقير الحلقة الأضعف في هذا الحدث الأمني، فلا من يتابع ولا من يراقب التحقيقات مع أسرته، ليعطي لنا الصورة الحقيقية”.
وأضاف الحقوقي اللبناني: “ثم لماذا يتولى الحزب التحقيق مع الأسرة السورية؟ هل هو ضابطة عدلية؟؟؟!!! وكيف استقت قناة الميادين المعلومات من المصدر الأمني، وماذا نعني بالمصدر الأمني طالما أنه بالإمكان صدور بيان رسمي عن الجهاز الأمني؟”.
كما شكك “المرصد السوري لحقوق الإنسان“، وقال في تقرير إن “رواية حزب الله تثير تساؤلات كثيرة”.
أبرز التساؤلات، وفق “المرصد”: “كيف تمكن شخص من الخروج من السيدة زينب بضواحي دمشق الجنوبية، إلى الضاحية الجنوبية في لبنان معقل الحزب بسهولة وأريحية تامة بعيداً عن الحواجز الأمنية؟”.
وتابع: “لماذا يقوم شخص ينتمي لتنظيم الدولة الإسلامية وفقاً لرواية حزب الله بقتل أطفال ومدنيين فقط، رغم أنه قادر على قتل عناصر قوات النظام وحزب الله اللبناني وغيرهم في المنطقة هناك؟”.
واعتبر المرصد الحقوقي أن “ادعاء حزب الله بأنه الشاب من داعش يأتي بعد فضح علاقته والميليشيات الإيرانية بداعش والتعاون بينهم”.
واعتبر الناشط اللبناني في حقوق الإنسان، جرجس عزي أن “حزب الله قتل الشاب السوري واتهمه بأنه إرهابي حتى يحقق نصر وهمي مرة جديدة على ضهر الأبرياء”.
وكان تفجير حي السيدة زينب قد أسفر، الشهر الماضي، عن مقتل 6 أشخاص، حسب وكالة أنباء النظام السوري “سانا”.
وتُعرف السيدة زينب الواقعة إلى الجنوب من العاصمة السورية، دمشق، بنحو 8 كيلو متر، أنها مقاطعة إيرانية.
وتُسيطر عليها الميليشيات المدعومة من طهران، ويزورها شهرياً، آلاف الشيعة من إيران وباكستان والعراق، ودول أخرى.
وتزامن التفجير وسبقه آخر في يوليو أيضاً مع إحياء الطائفة الشيعية، ذكرى عاشوراء في العاشر من شهر محرم الهجري، وتعتبره ذكرى مقتل الإمام الحسين في القرن السابع الميلادي.