يعقد مجلس الشعب التابع للنظام السوري جلسة “استثنائية”، ظهر اليوم الاثنين، لمناقشة الواقع الاقتصادي والمعيشي وسعر صرف الليرة السورية، بعدما تدهور إلى مستويات قياسية خلال الأيام الماضية.
ورغم أن المجلس لم يوضح في بيانه الخطوات أو الإجراءات التي قد يتخذها أعضاؤه، إلا أن صحفيون وشبكات موالية لنظام الأسد مهّدت إلى وجود نية لمساءلة “الحكومة” عن الكارثة المعيشية الحاصلة.
ويتحمل النظام السوري ورأسه بشار الأسد مسؤولية الكارثة المعيشية الحاصلة في المحافظات السورية، بحسب تقارير منظمات إنسانية محلية ودولية.
كما أن النظام ورأسه الأسد مسؤول عن الكثير من جرائم الحرب وضد الإنسانية بحق السوريين، فيما كان سبباً رئيسياً في تدمير الكثير من القطاعات الحيوية، ومن ثم منحها لمستثمرين روس وإيرانيين، لقاء الدعم المقدم له.
ومع ذلك أشارت جملة من التعليقات والتحليلات لصحفيين ووسائل إعلام مقربة من النظام السوري إلى أن الأخير قد يضحي بـ”كبش فداء” في الجلسة الاستثنائية، ومن المتوقع أن تكون “الحكومة”.
وعلى مدى سنوات اعتادت الأوساط المقربة من النظام السوري على توجيه الانتقادات اللاذعة لعمل “الحكومة”، فيما ابتعدت كل البعد عن اتهام رأس النظام أو رجال الأعمال المقربين منه.
ونقل موقع “أثر برس” المحلي عن عضو مجلس الشعب محمد خير العكام قوله إن “ما سيجري هو استجواب للحكومة لمعرفة ما الذي حصل حتى تسوء الأمور المعيشية لهذه الدرجة خلال الفترة الماضية وحتى اليوم”.
وقال العكام إنه سيتم توجيه الأسئلة للحكومة وبناءً على الأجوبة فسيستخدم المجلس كامل الصلاحيات الدستورية بدءاً من اتباع كافة وسائل الرقابة وصولاً إلى سحب الثقة التي أتاحها الدستور السوري.
وأكد “كل ما سبق متوقف على ما سيحصل في الجلسة اليوم”.
وكانت الليرة السورية قد كسرت حاجز 12 ألف ليرة مقابل الدولار الأمريكي الواحد، خلال الأيام الماضية.
وجاء ذلك على الرغم من ترويج النظام السوري لفكرة “انتصاره في الحرب”، بعدما بدأت العديد من الدول العربية فتح أبواب العلاقة معه.
مجلس الشعب السوري يعلن عن انعقاد جلسة استثنائية لمناقشة الواقع الاقتصادي والمعيشي وسعر الصرف يوم غد الإثنين .
هل سيتم حجب الثقة عن الحكومة؟
هل سيتم اتخاذ قرارات بشأن تدهور سعر الصرف؟ هل ستعلن الحكومة تقصيرها؟
أم هل سيعلن المجلس أسفه وعجزه عن فعل أي شيء بسبب العقوبات الغربية؟! pic.twitter.com/q19IMmmixB— غسان يوسف (@ghasanyousef) July 23, 2023
وكتب الصحفي قناة “العالم” الإيرانية”، أحمد شمس الدين عبر “تويتر”: “ربما سيكون هناك حجب ثقة عن الحكومة في الجلسة الاستثنائية، التي كانت من أفشل الحكومات خلال فترة الحرب”.
وأضاف وفق تعبيره: “لم يعد المواطن تحمل الأزمة الاقتصادية بعد عدم إمكانية توقف التضخم من قبل كافة الوزرات”.
وقالت ريمة نعيسة في تغريدة أخرى: “زغردوا وارقصوا أيها السوريون. أنتم على موعد مع تصفيق استثنائي. الأزمة اقتربت من الحل والبحبوحة قاب قوسين أو أدنى”.
ونقلت إذاعة “أرابيسك” التي تبث من دمشق عن عضو مجلس الشعب، ناصر الناصر قوله إنه “يجب على الحكومة أن تستقيل ويتم حجب الثقة عنها”.
وأضاف أنه “من المرجح أن يكون هناك حجب ثقة عن الحكومة بالإجماع خلال جلسة مجلس الشعب الاستثنائية”.
واعتبر الناصر بقوله: “عندما استلَمت هذه الحكومة، كان الدولار يعادل 2000 ليرة سورية أما اليوم أصبح ب 10000 ليرة إضافةً إلى أنه ازداد الفساد والمحسوبيات والقرارات الارتجالية والترهل الاقتصادي”.
ونادرا ما تكشف حكومة النظام السوري الأسباب الحقيقية للأزمات الاقتصادية الحاصلة في البلاد ومن بينها أزمة العملة، فيما تحمّل كثيراً وباستمرار الدول الغربية والولايات المتحدة مسؤولية ما يحصل، وأن الأمر مرتبط بالعقوبات.
لكن خبراء الاقتصاد يرون القصة بواقع مختلف، يتعلق بشكل أساسي ببنية النظام السوري، والسياسات التي يسير من خلالها لإدارة البلاد سياسياً واقتصادياً، فضلاً عن مفاصل الاقتصاد السوري التي لم يبق منها أي شيء على حاله.