يُشكل التواجد العسكري التركي في قرية معر حطاط جنوب إدلب، والواقعة في الطريق الدولي (حلب حماة دمشق M5)، تطوراً عسكرياً مهماً، عقب قطع الجيش التركي للطريق الدولي، وبالتالي أصبحت النقطة التركية(المُحاصرة)، هي المتحكم بسير الطريق الدولي، بالتزامن مع إعلان النظام، تأمين الطريق الدولي حلب دمشق بالكام، مروراً بإدلب وحماة، عقب السيطرة على المناطق المحيطة بجانبيه.
وقفزت النقطة العسكرية التركية في قرية معر حطاط، الواقعة بقلب الطريق الدولي، إلى واجهة التطورات العسكرية على الأرض، مجدداً، بعد نشر وسائل إعلام روسية، تقريراً أظهر قطع القوات التركية المرابطة في نقطة معر حطاط جنوب مدينة معرة النعمان، أوتستراد دمشق حلب، ومنعت مرور السيارات منه.
وأظهرت المشاهد وضع الجيش التركي كتل ترابية، لمنع مرور الآليات، باستثناء حركة العبور أمام القوات الروسية، بينما تضطر قوات الأسد، للإلتفاف حول النقطة التركية، وعبور طرقاتٍ زراعية وفرعية، لتجاوز النقطة التركية.
وتبعد قرية معر حطاط عن مدينة خان شيخون نحو 14 كم، من الناحية الجنوبية، إذ تكتسب الأخيرة أهمية استراتيجية، نظرا لإشرافها على الطرق الحيوية، ما يجعل منها نقطة وصل بين أرياف إدلب الشرقي والغربي والشمالي، وهي تتوسط خان شيخون ومعرة النعمان شمالاً، حيث تتمركز عقدة الطرق الدولية.
وما تزال قرية “معر حطاط” تحوي تجمعا لقوات الجيش التركي، وهي محاصرة هناك منذ سيطرة قوات الأسد بدعم روسي، في أواخر كانون الثاني/يناير الماضي على بلدتي الدير الغربي وتقانة شرق نقطة المراقبة التركية بـ 2 كم.
وتعد نقطة المراقبة التركية السادسة في الصرمان جنوب إدلب، التي أسست في 15 فبراير/شباط 2018، أقرب النقاط التركية إلى معر حطاط، إضافة إلى النقطة التاسعة في مورك شمال حماة في 7 أبريل 2018، وهي جميعها محاصرة من قبل قوات الأسد.
وتسمح روسيا بوصول الأرتال التركية إلى النقاط التركية المحاصرة، ويقع جسر حيش كذلك بالقرب من قرية معرة حطاط الذي يستخدمه الجيش التركي كمركز دعم لوجستي له في المنطقة.
حرب طرق
وتلعب طرق المواصلات الدولية دوراً محورياً ففي المعارك الحالية وقبلها، حتى أن المعارك كانت تُحدد أحياناً، وفقاً لتلك الطرق.
وتجدر الشارة إلى أن استئناف النقل عبر طريق حلب- اللاذقية، وحلب- حماه، كان بنداً رئيسياً في اتفاق سوتشي حول ادلب(سبتمبر/أيلول 2018)، و وفق النص الحرفي للاتفاق (ستجري استعادة طرق نقل الترانزيت عبر الطريقين إم 4 حلب- اللاذقية، وإم 5 حلب- حماه بحلول نهاية 2018).