بدأت أعمال مؤتمر “بروكسل” الرابع، اليوم الثلاثاء، عبر تقنية الفيديو، من أجل تقديم الدعم للسوريين، وسط غياب نظام الأسد وحضور روسيا.
ويشارك في المؤتمر الافتراضي نحو 80 دولة (على مستوى وزاري) ومؤسسة غير حكومية، لجمع ما لا يقل عن 10 مليارات دولار للسوريين داخل سورية وفي الدول المجاورة لها، حسبما أعلنت الأمم المتحدة، التي حثت المانحين الدوليين على مضاعفة التزامهم تجاه الملف السوري الإنساني.
الاتحاد الأوروبي تعهد بتقديم مساعدات إنسانية في إطار “بروكسل”، بقيمة 2.3 مليار يورو، لعامي 2020 و2021، حسب الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد، جوزيب بوريل، الذي قال خلال مشاركته في المؤتمر: ” تتعهد مؤسسات الاتحاد الأوروبي بتقديم 2.3 مليار يورو لمساعدة سورية في الفترة 2020-2021″.
وأضاف بوريل، حسبما نقل الاتحاد الأوروبي عبر موقعه الرسمي، أن الاتحاد سيواصل الضغط على نظام الأسد من أجل إيقاف عملياته “القمعية” والدخول في مفاوضات سياسية جادة، مؤكداً أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لن تشارك في إعادة إعمار سورية دون تحقق الشروط السابقة.
بدورها، أعلنت ألمانيا عن مساهمتها في المساعدات الإنسانية المقدمة ضمن إطار “بروكسل”، حيث أعلن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، خلال مشاركته في المؤتمر، عن تقديم بلاده مبلغ 1.6 مليار يورو إضافية، في إطار تخفيف معاناة الشعب السوري في الداخل، واللاجئين السوريين في دول الجوار (لبنان- الأردن- العراق- تركيا)، على حد تعبيره.
وأضاف أن “حياة الملايين من الناس تعتمد على إمدادات المساعدات، التي تذهب إلى سورية عبر تركيا والعراق”، في إشارة منه إلى ضرورة تمديد قرار مجلس الأمن رقم 2504، الخاص بإيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سورية.
ولم يعلن بقية المشاركين في مؤتمر “بروكسل” عن قيمة مساهماتهم، حتى لحظة إعداد التقرير، فيما تأمل الأمم المتحدة جمع 10 مليارات دولار، لسد احتياجات السوريين الإنسانية.
النسخ السابقة من “بروكسل” دون التوقعات
والعام الماضي كان المانحون الدوليون قد تعهدوا، في مؤتمر بروكسل بنسخته الثالثة، بمبلغ غير مسبوق يبلغ 6.9 مليار دولار لدعم المحتاجين للمساعدات الإنسانية في سورية، وخارجها، والمجتمعات المضيفة في الدول المجاورة.
وذكر بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في ذلك الوقت، أن 2.5 مليار دولار، من إجمالي التعهدات، ستخصص لمنشأة الاتحاد الأوروبي للاجئين في تركيا.
ولا تزال مستويات الاحتياجات الإنسانية داخل سورية غير مسبوقة، إذ يحتاج 11.7 مليون شخص إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
ويقدر عدد النازحين بحوالي 6.2 مليون شخص، فيما يحرم أكثر من مليوني طفل من التعليم، ويعيش ما يقدر بـ83% من السوريين تحت خط الفقر.
وجمع المانحون في مؤتمر “بروكسل 2” 3.6 مليار يورو (4.4 مليار دولار) من المساعدات لعام 2018، وكان من المقرر أن يتم جمع ستة مليارات يورو، وذلك بعد أن رفضت الولايات المتحدة التعهد بأي مبلغ، بسبب القرار الصادر عن الرئيس الأمريكي والذي يقضي بتخفيض المساعدات والمخصصات الخارجية.
في حين تم جمع ستة مليارات يورو لمساعدة السوريين، خلال النسخة الأولى من “بروكسل” عام 2017.