أعادت تقارير تركية الحديث عن لقاء محتمل بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري، بشار الأسد، خلافاً لتصريحات صادرة عن مسؤولين أتراك أكدوا خلالها أن الحوار السياسي مع الأسد “لا يزال بعيداً”.
التقارير التركية تزامنت مع تصريحات لمبعوث الرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف، الذي قال على هامش محادثات “أستانة 19″، اليوم الأربعاء، إن بلاده ستكون “شاهدة” على التقارب السوري- التركي قريباً.
وأشار لافرنتييف إلى أن موسكو “تتلقى إشارات من أنقرة ودمشق حول الاستعداد لاتخاذ خطوات تجاه بعضهما البعض”.
مكاسب خارجية وداخلية
الكاتب والمحلل السياسي التركي عبد القادر سلفي، توقع انعقاد لقاء بين أردوغان والأسد، قبل الانتخابات الرئاسية التركية، المزمع انعقادها في يونيو/ حزيران 2023.
وفي تقرير له نشرته صحيفة “حرييت”، اليوم الأربعاء، ربط سلفي إمكانية لقاء الأسد- أردوغان، باللقاء الذي جمع الرئيس التركي مع نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، قبل أيام، خلال افتتاح مونديال كأس العالم بقطر.
وتحدث عن تغييرات في سياسة تركيا الخارجية، والتي تمخض عنها لقاءات بين أردوغان وزعماء الإمارات والسعودية ومصر، بعد توتر في العلاقات لفترة من الوقت.
وبحسب الصحفي المقرب من الحكومة التركية، فإن أردوغان يتجه مؤخراً نحو إيجاد حلول للمشكلات السياسية الداخلية والخارجية لبلاده، كي لا تتحول إلى مشكلات مزمنة، قد تستخدمها ضده الولايات المتحدة واليونان.
وأضاف أن المعارضة التركية التي تعاني من العجز، تُفسر لقاء أردوغان- الأسد على أنه “منعطف مهم”، وهو ما يسعى إليه الرئيس التركي من أجل امتصاص مكاسب جديدة.
وأشار إلى أن التوجه نحو تطبيع العلاقات التركية مع النظام، من شأنه خفض التكاليف التي تتكبدها تركيا، وتجنب قيام دولة “إرهابية” على الحدود بين البلدين، وتصحيح العلاقات الإشكالية لتركيا مع دول المنطقة.
“نعم، سيجتمع أردوغان مع الأسد كما أعلن هو نفسه (أردوغان)، الظروف تنضج تدريجياً من أجل هذا؟ فكيف سيحدث ذلك؟ سيكون كما كان مع السعودية والإمارات ومصر”، يقول الصحفي التركي.
“مصافحة فتح القفل”
تحت عنوان “مع دمشق بعد القاهرة.. متى تحدث مصافحة فتح القفل؟”، كتبت الصحفية التركية المقربة من الحكومة، هاندا فرات، تقريراً قالت فيه إن الأنظار تتجه حالياً إلى إعادة العلاقات مع النظام السوري، بعد مصافحة أردوغان للسيسي في قطر.
وقالت إن أنقرة تحافظ على دبلوماسية “الباب الخلفي” مع دمشق منذ عام 2019، مشيرة إلى أن خطوات التطبيع تبدأ بالتنسيق بين أجهزة المخابرات، وعندما تصل المحادثات إلى مرحلة معينة يتدخل وزراء الخارجية، ثم تبدأ المحادثات على مستوى الرؤساء بعد حل المشاكل وطرح الاتفاقيات.
وتوقعت الصحفية التركية في التقرير الذي نشرته صحيفة “حرييت”، اليوم الأربعاء، أن تصل القضايا والمشاكل المطروحة على الطاولة خلال اجتماعات المخابرات التركية والسورية إلى مرحلة معينة من الحل.
وأضافت أن تحقيق الاستقرار والسلام الدائمين في سورية يتطلب تدخلاً من دول عدة، مثل الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل وروسيا.
وتابعت: “ما لم تتدخل الجهات المذكورة على الأراضي السورية وتسحب قواتها إلى حد ما، يبدو من الصعب على أنقرة ودمشق تقديم حل معاً على المدى القصير”.