انتهت أعمال الجولة 20 من محادثات “أستانة” حول سورية، اليوم الأربعاء في العاصمة الكازاخية، حيث كان التطبيع بين تركيا والنظام السوري على رأس جدول أعمالها.
إلا أن المؤشرات على إحراز تقدم في هذا المسار كانت “قليلة”، حسبما ذكر موقع “المونيتور” الأمريكي، في تقرير له، أمس الثلاثاء.
واستند الموقع إلى تصريحات نائب وزير خارجية النظام، أيمن سوسان، الذي قال على هامش “أستانة 20” إن العلاقات مع تركيا لا يمكن إصلاحها حتى تسحب أنقرة قواتها بالكامل من مساحات “شاسعة” في الشمال السوري.
وتصل تلك المساحات إلى قرابة 9% من إجمالي مساحة سورية، بحسب الموقع.
وتشير تصريحات المسؤولين الأتراك، خلال الفترة الماضية، إلى أن سحب القوات التركية من سورية “غير وارد” حالياً.
ما يعكس حالة عدم التوافق في مسار إعادة التطبيع بين تركيا والنظام.
“مزاجية الأسد” في التطبيع مع تركيا
من جانبه، قال الباحث الإيراني في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين، حميد رضا عزيزي، إن الأسد يشعر بالارتياح من عودته لجامعة الدول العربية.
وأضاف في حديثه لـ”المونيتور” أن الأسد “لا يبدو في حالة مزاجية للتوصل إلى حل وسط مع أنقرة، رغم الضغوط الروسية”.
لكنه في الوقت ذاته “بحاجة ماسة للسيولة، خاصة من الدول الخليجية التي تريد أن يقلل الأسد من اعتماده على إيران”.
وبحسب عزيزي فإن تطبيع النظام مع أنقرة يخدم الغرض الذي تريده الدول الخليجية من الأسد.
فضلاً عن “تقليل الوجود التركي في سورية بمرور الوقت”.
على صعيد آخر، قال الموقع الأمريكي إن وجود المبعوث الأممي إلى سورية، جير بيدرسون، في الاجتماع الرباعي الأخير، يشير إلى رغبة الأمم المتحدة بأن يكون لها يد في مسار التطبيع بين تركيا والنظام.
حتى لو كان ذلك لتوجيه المسار بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن “2254”، حسب تعبيره.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، صرح أن الاجتماع الرباعي الذي انعقد في أستانة أمس “أهم اجتماع”، وفق تعبيره.
وقال: “هذه عملية حاسمة للغاية، لدينا قضايا متراكمة منذ 12 عاماً”.
وبحسب موقع “المونيتور” الأمريكي، فإن أي صفقة بين تركيا ونظام الأسد سوف تتمحور حول الأكراد و”هيئة تحرير الشام”.
موضحاً أن النظام “سوف يساعد أنقرة بسحق دويلة الأكراد التي تحميها واشنطن، مقابل رفع أنقرة دعمها عن هيئة تحرير الشام”.
وفي الوقت نفسه، تريد أنقرة أن تعيد اللاجئين السوريين على أراضيها لبلدهم، وهو هدف “غير واقعي”، حسب الموقع.
مضيفاً: “تلعب هيئة تحرير الشام دوراً مهماً في إبعاد المزيد من السوريين عن تركيا، وإذا شن النظام هجوماً واسع النطاق على إدلب، فلن يكون لدى الهيئة أي حافز للقيام بذلك”.
وتابع: “آخر شيء يحتاج إليه أردوغان في الانتخابات البلدية، التي ستجري في تركيا في آذار المقبل، هو المزيد من السوريين”.
وختم الموقع بقوله إن محادثات “أستانة” تجاوزت هدفها ووظيفتها، و”اختزلت بمكان تحاول فيه إيران وروسيا تعزيز التطبيع بين تركيا والأسد”.