كشف الهجوم الإيراني على إسرائيل، السبت الماضي، عن تحالف عسكري جوي بين تل أبيب ودول عربية، في مقدمتها السعودية والإمارات، وفق تقارير غربية.
ورغم التعاون سابقاً بين هذه الدول ووجود تبادل للمعلومات الاستخباراتية حول تهديدات الدفاع الجوي، إلا أن الهجوم الإيراني “كان المرة الأولى التي نرى فيها التحالف يعمل بكامل طاقته”، حسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وتقول الصحيفة في تقرير لها، اليوم الاثنين، إنه بعد بدء الهجوم الإيراني “تم تفعيل خط دفاعي من الرادارات والمقاتلات النفاثة والسفن الحربية وبطاريات الدفاع الجوي من إسرائيل والولايات المتحدة وستة دول أخرى ضد الهجوم”.
وكانت سماء الشرق الأوسط مضيئة في عدة دول، ليلة السبت الماضي، جراء اعتراض أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل.
وشاركت تسع دول في التصعيد العسكري بالشرق الأوسط، وهي إيران العراق وسورية واليمن التي أُطلقت منها صواريخ تجاه إسرائيل، إلى جانب إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن، التي أسطقت المقذوفات الإيرانية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن الهجوم شمل 170 طائرة مسيرة و30 صاروخ كروز، لم يدخل أي منها الأراضي الإسرائيلية، إضافة إلى 110 صواريخ باليستية وصل عدد صغير منها إلى إسرائيل.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين بأن تل أبيب وواشنطن تمكنتا من اعتراض معظم الطائرات والصواريخ الإيرانية “بسبب جهود الدول العربية”.
وقالت إن الدول العربية “قدمت معلومات استخباراتية بشأن خطط طهران الهجومية، وفتحت مجالها الجوي أمام الطائرات الحربية، وتبادلت معلومات التتبع بالرادار، أو في بعض الحالات وضعت قواتها الخاصة في المساعدة”.
وحسب مسؤولين سعوديين ومصريين، فإن كبار المسؤولين الأمريكيين بدأوا بالضغط على الحكومات العربية لتبادل المعلومات الاستخباراتية حول خطط إيران لضرب إسرائيل، والمساعدة في اعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ.
وأكدت الصحيفة أن العديد من الحكومات العربية كان ردها حذراً في البداية، خوفاً من أن “المساعدة المقدمة لإسرائيل قد تورّطهم مباشرة في الصراع وتخاطر بالانتقام من طهران”.
لكن بعد محادثات مع واشنطن، وافقت الرياض وأبو ظبي بشكل خاص على تبادل المعلومات الاستخباراتية.
أما الأردن، وافق بحسب مسؤولين على استخدام مجاله الجوي من قبل الطائرات الحربية الأمريكية وغيرها من الدول، واستخدام طائراته الخاصة للمساعدة في اعتراض الصواريخ والطائرات الإيرانية.
وقبل يومين من الهجوم، أطلعت إيران المسؤولين في السعودية ودول الخليج العربي، على “الخطوط العريضة وتوقيت خطتها لتوجيه ضربات واسعة النطاق على إسرائيل”.
وحسب الصحيفة فإن هدف إيران كان من أجل أن “تتمكن تلك الدول من حماية المجال الجوي”.
لكن هذه المعلومات تم نقلها إلى الولايات المتحدة، “مما أعطى واشنطن وإسرائيل تحذيراً مسبقاً حاسماً”.
من جانبه، قال مسؤول إسرائيلي كبير للصحيفة إن البيت الأبيض أخذ زمام المبادرة في تنسيق الإجراءات الدفاعية بين إسرائيل والحكومات العربية.
وقال المسؤول إن “التحدي كان يتمثل في جمع كل تلك الدول حول إسرائيل، في وقت تكون فيه إسرائيل معزولة في المنطقة، لقد كانت مسألة دبلوماسية”.
ومنذ اللحظات الأولى لإطلاق الصواريخ والطائرات الإيرانية تم تعقبها “بواسطة رادارات الإنذار المبكر في دول الخليج العربي المرتبطة بمركز العمليات الأمريكية في قطر”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “تم نقل المعلومات إلى الطائرات المقاتلة من عدة دول في المجال الجوي فوق الأردن ودول أخرى أيضاً، وكذلك إلى السفن الحربية في البحر وبطاريات الدفاع الصاروخي في إسرائيل”.
وأكد مسؤولون للصحيفة أنه “عندما وصلت الطائرات الإيرانية بدون طيار التي تتحرك ببطء إلى نطاقها، تم إسقاط معظمها من قبل مقاتلات من إسرائيل والولايات المتحدة، وبأعداد أقل من قبل الطائرات الحربية البريطانية والفرنسية والأردنية”.
واعتبرت الصحيفة أن التعاون الجماعي بين إسرائيل ودول عربية، كان “تتويجاً لهدف أمريكي دام عقوداً، ولكنه بعيد المدى وهو إقامة علاقات عسكرية أوثق بين إسرائيل وخصومها التاريخيين العرب”.
من جانبها، قالت ياسمين فاروق، الزميلة غير المقيمة في مؤسسة “كارنيجي للسلام الدولي”، إن “الدول العربية عرضت المساعدة في الدفاع ضد الهجمات الإيرانية لأنها رأت فوائد التعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل، طالما ظل بعيداً عن الأنظار”.
وأضافت فاروق للصحيفة “تعرف دول الخليج أنها لا تزال لا تحصل على نفس المستوى من الدعم الذي تحصل عليه إسرائيل من الولايات المتحدة، وترى أن ما فعلته هو وسيلة للحصول عليه في المستقبل”.