قالت صحيفة “تلغراف” البريطانية إن إيران تستخدم الموانئ الأوروبية “لإضفاء الشرعية” على صادراتها من الأسلحة إلى “حزب الله” اللبناني، وذلك عبر خط طويل يمر باللاذقية السورية.
ويشير تقرير نشرته الصحيفة، أمس الخميس، إلى أن “حزب الله” تلقى أسلحة، بما في ذلك صواريخ وقنابل تستخدم ضد إسرائيل، من السفن التي رست في بلجيكا وإسبانيا وإيطاليا.
وتم تسمية أنتويرب وفالنسيا ورافينا على أنها الموانئ الأوروبية الرئيسية المعنية، حسب الصحيفة البريطانية.
وقالت إن “السفن كانت ترسو فيها قبل وصولها إلى اللاذقية في شمال سورية ومن ثم الانتقال إلى جنوب لبنان”.
ونقلت “تلغراف” عن مصادر استخباراتية رفيعة المستوى قولها إن “محاولة غسل الأسلحة هذه تمت بسبب الضغط العسكري الإسرائيلي في شكل غارات جوية على الأصول الإيرانية في سورية ولبنان”.
وقال رونين سولومون، محلل استخبارات مستقل مقيم في إسرائيل إن استخدام طرق تهريب بديلة عبر أوروبا كان يهدف إلى “إضفاء الشرعية” على شحنات الأسلحة الإيرانية مع “صرف الانتباه” عن الشحنات المباشرة.
وأضاف: “السبب الذي يجعلنا نرى جهود إيران للنقل عبر البحر في الشهر الماضي هو الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية الجوية والبرية في سورية إلى لبنان.. ولذلك نشهد زيادة في شحنات الحاويات”.
وقال مصدر استخباراتي كبير في إسرائيل لـ”تلغراف”: “إن استخدام أوروبا يساعد في إخفاء طبيعة ومصدر الشحنات، وتبديل الأوراق والحاويات لتنظيف الشحنات”.
وأضاف: “أوروبا لديها موانئ ضخمة، لذا فإن إيران تستخدم ذلك كتمويه”.
و”من السهل جداً القيام بالتلاعب في تلك الموانئ الكبيرة حيث يجب تحريك الأمور بسرعة، بدلاً من ميناء صغير حيث سيكون هناك مزيد من التدقيق”، وفق المصدر الاستخباراتي ذاته.
وحددت تلغراف خمس سفن من المرجح أنها استخدمت في عملية غسل الأسلحة.
وهي: ديزي، وكاشان، وشيبا، وأريزو، وأزارجون.
وأضافت أن السفن الخمسة نقلت بضائع إلى سورية من ميناء بندر عباس في إيران، وتم تسجيل العديد منها على أنها رست في الموانئ المذكورة في التقرير.
ويعتقد أن العملية تم تنسيقها من قبل وحدة فيلق القدس 190 التابعة للحرس الثوري الإيراني بمساعدة الوحدة 4400 التابعة لـ”حزب الله”.
ومنذ سنوات تشن إسرائيل ضربات جوية في سورية، وتقول إنها تستهدف طرق تهريب الأسلحة إلى “حزب الله”، عبر البر والجو والبحر.
وكان ميناء اللاذقية قد تعرض لأكثر من مرة لضربات قيل إنها إسرائيلية.
وتصاعدت الهجمات مؤخراً لتصل إلى حد قصف أبنية ضمن أحياء راقية ولم يسبق وأن شهدت أعمالاً عسكرية أو ضربات.
وأضاف سولومون: “بعض السفن مثل ديزي ترسو أيضاً بجوار سفينة التجسس الإيرانية بهشاد التي تتمركز في البحر الأحمر، وتستقبل إمدادات منتظمة يتم تفريغها في الموانئ المصرية والليبية”.
وقد اتُهمت سفينة بهشاد بالمساعدة في تنسيق هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، وتم حث الولايات المتحدة على مهاجمتها لأكثر من مرة، حسب “تلغراف” البريطانية.