وثّقت منظمة حقوقية تجنيد 49 حالة تجنيد أطفال في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” في شمال وشرق سورية، وذلك خلال عام 2022 وعلى يد حركة “الشبيبة الثورية” أو كما تسمى باللغة الكردية “جوانن شورشكر”.
وقالت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” في تقرير لها نشر، اليوم الجمعة، إن الحركة المرخصة لدى “الإدارة الذاتية” ما تزال تواصل عمليات تجنيد الأطفال القاصرين والقاصرات.
وأضافت أن “الإدارة الذاتية” أو أجهزة الأمن التابعة لها لم تقم بمحاولة الحد من أعمال الحركة، أو حظر نشاطها المكشوف، أو إغلاق مكاتبها ومقراتها المعروفة في مختلف مناطق النفوذ.
ورغم تعهد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) و”الإدارة الذاتية” بوقف عمليات التجنيد وإعادة الأطفال المجندين إلى أهاليهم، لم يكن العمل على معالجة الانتهاكات التي تقوم بها “الشبيبة الثورية” أو ملاحقة مرتكبيها جاداً.
وعلى العكس أشارت المنظمة الحقوقية إلى أن “المؤسسات الأمنية التابعة للإدارة الذاتية دأبت على رفض تسجيل العديد من الشكاوى القادمة من ذوي الأطفال المجندين من قبل حركة الشبيبة الثورية”.
“إغراءات ونشاطات وهمية”
وتشير المعلومات التي حصلت عليها “سوريون” إلى أن حركة “جوانن شورشكر” أغرت الأطفال بنشاطات وهمية بغاية استقطابهم إلى مكاتبها، لتخفيهم بعدها عن ذويهم، وتنقلهم إلى خارج المنطقة للخضوع لدورات عسكرية، بهدف تجندهم في صفوفها.
وبيّنت المنظمة الحقوقية من خلال الشهادات أن “الحركة” في منبج -ومقرها عند الملعب البلدي- تتعمد نشر أخبار عن وجود نشاطات لديها تهم فئة الأطفال (بين 14-18 عاماً) كلعب كرة القدم أو تعلم التصوير.
و”عندما يدخل الطفل إلى مقر المنظمة للاستفسار أو التسجيل، يختفي عن الأنظار ولا يعود لأسرته مجدداً”، بحسب التقرير الحقوقي.
ما هي “جوانن شورشكر”؟
ولا ترتبط “الشبيبة الثورية” في العلن بأي كيان أو جسم سياسي أو عسكري في شرق سورية، لكنها تتهم بالتبعية لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” (pyd)، والمتهم بدوره بالارتباط بـ”حزب العمال الكردستاني”، المصنف على قوائم الإرهاب.
وسبق وأن قال الكاتب والصحفي، هوشنك أوسي إن حركة “الشبيبة الثورية” تتبع بشكل مباشر لـ”حزب العمال الكردستاني”، وهي لا تخضع لـ”الإدارة الذاتية” أو “حزب الاتحاد الديمقراطي” و”قوات سوريا الديمقراطية”.
وأضاف أوسي لـ”السورية.نت”: “على الرغم من تبعية الجهات المذكورة لحزب العمال بشكل أو بآخر، إلا أن الشبيبة الثورية تختلف عنها بالتبعية المباشرة”.
وبحسب الكاتب: “(الشبيبة) تتبع مباشرة للجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، الذي يعرف اختصاراً بقوات الدفاع الشعبي hpg”، مشيراً إلى أن “عناصرها في الغالب من الشباب والأحداث والقصر الذين لا يتجاوز عمرهم 18 عاماً. هناك شبان بحدود 20 إلى 25 عاماً أيضاً”.
وتكون عمليات التجنيد التي تقدم عليها الحركة “حصراً لحزب العمال، وليس لقوات سوريا الديمقراطية والتشكيلات العسكرية الأخرى في شرق سورية”.
وأوضح الصحفي أن “الحركة مكلفة بتنفيذ المهام القذرة في المنطقة، من خطف، واغتيال، وتهديد، وترهيب. عناصرها مؤدلجين، وأدمغتهم مغسولة على أن المهام التي يمارسونها ضمن النضال والتحرر والثورة والالتزام بمبادئ الشهداء، وبأوامر عبد الله أوجلان. باختصار هم شبان مضلل بهم عقائدياً وإيديولوجياً”.