يستعد الجيش الإسرائيلي للانتقال إلى “مرحلة ثالثة” من الحرب في غزة، حسبما ذكرت “هيئة البث الإسرائيلية”، ووسائل إعلام عبرية أخرى.
وشهدت المرحلة الأولى من الحرب غارات جوية وبرية وبحرية مكثفة، وتضمنت المرحلة الثانية اجتياحاً برياً موسعا بالدبابات.
وأسفرت كلا المرحلتين عن مقتل أكثر من 20 ألف مدني من سكان غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال.
كما دفعت المرحلة الأولى والثانية أكثر من مليون مدني للنزوح، في وقت بات أكثر من ثلث الأحياء في عداد الأنقاض.
وأوضحت “هيئة البث” في تقرير لها، اليوم السبت، أن الانتقال للمرحلة الثالثة “سيتضمن تسريح عناصر من قوات الاحتياط، وتقليص العمليات العسكرية”.
وقالت إن الجيش الإسرائيلي سينتقل بعد ذلك “إلى عمليات واغتيالات محددة، وإقامة منطقة عازلة آمنة داخل قطاع غزة”.
وأشارت الهيئة إلى أن “الجيش يسيطر على جزء كبير من شمال قطاع غزة، ولا يزال بعيداً عن السيطرة على الجزء الجنوبي من قطاع غزة خاصة في خان يونس ورفح”.
وأضافت أن “معدل التقدم في الجنوب بطيء نسبياً مقارنة بالتقدم في شمال القطاع”.
بدورها، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرئيلية إن الجيش أصبح بالفعل في خضم الانتشار “للمرحلة الثالثة”، على عكس ما يعلنه صناع القرار.
وأكدت أن مراكز القيادة المختلفة تستعد “لتغيير كبير” في يناير/كانون الثاني المقبل.
وأضافت أن هذه التغييرات مرتبطة بإعادة انتشار مئات آلاف جنود الاحتياط، بسبب العبء على الاقتصاد والجنود وعائلاتهم.
وأشارت إلى أن الجدول الزمني مرن، لاعتبارات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو السياسية، منوهة إلى أن الوضع على الأرض في غزة “لا يتقدم بالوتيرة التي نسمعها في الخطاب السياسي”.
وتأتي التقارير المذكورة بعدما تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة، طالت ضباطه وعناصره، في أثناء العمليات التي كانوا ينفذونها على أطراف حي الشجاعية شمال القطاع.
وتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر أخرى أيضاً، خلال محاولاته المستمرة للتوغل أكثر في مدينة خان يونس.
كما تأتي تقارير الانتقال للمرحلة الثالثة بعد تصريحات صدرت من مسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية، وطالبت بضرورة تنفيذ ذلك.
وأعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سولفيان قبل أسبوع أن “الحرب في غزة ستنتقل إلى مرحلة جديدة تركز على الاستهداف الدقيق لقيادة حماس وعلى العمليات المدفوعة بالمعلومات الاستخباراتية”.
وقبل يومين صرّح وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن أن “انتقال إسرائيل من العمليات العسكرية الرئيسية في غزة إلى عمليات أكثر دقة قد يخفف التوتر الإقليمي”.