تمثيل هزيل لدول غير متأثرة بقضية اللاجئين في مؤتمر روسيا والأسد
رغم ترويج إعلام النظام وروسيا، لما اعتبروه “مؤتمر اللاجئين” المنعقد حالياً في دمشق، بدت الدول المستجيبة قليلة جداً مقارنة بما أعلنت عنه خارجية النظام، والتي أكدت أنها وجهت دعوات لكافة الدول باستثناء تركيا.
“الدول الصديقة” كما يسميها النظام كانت على قائمة الدول المشاركة في المؤتمر، وهي روسيا وإيران، في حين شارك من الدول العربية لبنان وسلطنة عمان، وكذلك باكستان، فيما غابت الدول المعنية بأزمة اللجوء، أو تلك التي تُعد طرفاً أساسياً بالملف السوري، عن المؤتمر.
لافروف يكلف متحدثاً عنه.. ووفود من الدرجة الثالثة
بدت المشاركة الروسية في مؤتمر اللاجئين ضعيفة إلى حد ما، بالنظر إلى أن روسيا هي الراعي الرئيسي للمؤتمر، إذ اكتفت موسكو بإثبات وجودها عبر كلمة متلفزة لوزير خارجيتها، سيرجي لافروف، لم يلقيها بنفسه على الحضور، بل كلّف نائباً عنه.
كلمة لافروف ألقاها بالنيابة عنه مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف، الذي أطل على المشاركين عبر تقنية الفيديو، معرباً عن امتنان بلاده للدول المشاركة، موجهاً في الوقت ذاته اتهامات لدول أخرى بتسييس قضية اللاجئين السوريين.
واعتبر أن رفض بعض الدول للمشاركة في المؤتمر، وعلى رأسها الولايات المتحدة، يدل على “ازدواجية المعايير التي تُنتهج بحق سورية”، وسعيها إلى جعل هذا البلد “رهينة للمصالح الأنانية الجيوسياسية”.
في السياق ذاته، بدا تمثيل الدول المشاركة في مؤتمر اللاجئين ضعيفاً أيضاً، على مستوى الوفود المشاركة، والتي كانت معظمها من الدرجة الثالثة والرابعة.
فإيران، الحليف الرئيسي للنظام، أرسلت مساعد وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر خاجي، لحضور المؤتمر على رأس الوفد الإيراني، وكان خاجي قد التقى بالأسد، أمس الثلاثاء، لبحث التحضيرات للمؤتمر.
أما الصين فقد كلّفت سفيرها المقيم في دمشق بحضور المؤتمر، دون إرسال وفد خاص من بكين إلى العاصمة السورية، حيث ألقى السفير فونغ بياو كلمة أمام الوفود المشاركة، بدأها بتهنئة نظام الأسد على عقد مؤتمر اللاجئين.
وتطرق بياو في كلمته إلى ضرورة تحسين البيئة الاقتصادية لسورية باعتباره “أساساً مهماً” لعودة اللاجئين السوريين.
وكذلك ترأس وفد سلطنة عُمان سفيرها لدى سورية، تركي بن محمود البوسعيدي، الذي عبر عن دعم بلاده لسورية بقيادة بشار الأسد، مضيفاً في حديث لصحيفة “الوطن” الموالية للأسد:”نشارك في المؤتمر دعماً لسورية وذلك من أجل التوضيح للعالم ما يعانيه اللاجئون السوريون من ظروف صعبة على أمل المساعدة”.
لبنان كان الدولة الوحيدة التي شارك فيها وفد يرأسه وزير خلال المؤتمر، إذ حضر وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، شربل وهبة، الذي دعا إلى إيجاد حل دئام لملف “النزوح السوري” في لبنان، معتبراً أن غياب الإرادة الدولية يعرقل طي الملف الشائك والأليم، على حد تعبيره.
وباستثناء لبنان، فإن الدول المشاركة في المؤتمر، إيران وروسيا والصين وعُمان، غير متأثرة أساساً بقضية اللاجئين السوريين.
دول غير معنية بأزمة اللجوء
اللافت بالدول المشاركة في مؤتمر اللاجئين بدمشق أن معظمها غير معنية بقضية اللجوء السوري، باستثناء لبنان، إذ لم تشهد تلك الدول بالمجمل حركة لجوء نحوها، خلافاً للدول المجاورة لسورية (تركيا- الأردن) والدول الأوروبية.
لبنان، الذي لجأ إليه نحو مليون سوري، كان من بين أبرز الدول المعنية بملف اللاجئين السوريين، إذ لم يتوانَ في كافة المحافل الدولية عن مطالبة المجتمع الدولي بتحمل أعباء اللجوء السوري، وتوفير الظروف المناسبة لعودة السوريين لبلدهم.
و رفض الاتحاد الأوروبي الذي تؤوي بلاده مئات آلاف اللاجئين السوريين، مشاركة أي دولة عضو فيه في المؤتمر ، حسبما أعلن الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس.
وكذلك رفضت الولايات المتحدة، باعتبارها أحد الدول الفاعلة في الملف السوري، المشاركة في المؤتمر، ما دفع روسيا إلى توجيه انتقاد لها واتهامها بتسييس قضية اللاجئين.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين نحو 6.7 مليون لاجئ، حسب أرقام مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، معظمهم لجأوا إلى الدول المجاورة لسورية (تركيا- لبنان- الأردن)، في حين توجه آخرون نحو الدول الأوروبية وكندا.
وتشهد سورية أوضاعاً اقتصادية ومعيشية سيئة جعلت نسبة كبيرة من اللاجئين يرفضون العودة، فيما تم التوقيع أمس، من قبل أربعين منظمة ونقابة وتجمعاً، تمثل شرائح واسعة من السوريبن، على بيانٍ اعتبروا فيه أن “العودة تبدأ برحيل الأسد”.