أثار مؤتمر اللاجئين المقرر عقده في دمشق، برعاية نظام الأسد وروسيا، تحفظات حقوقية رفضت ما يروج له النظام وإعلامه حول نجاح المؤتمر.
فريق “منسقو استجابة سوريا” أصدر بياناً، اليوم الثلاثاء، ندد خلاله بمساعي النظام وروسيا للترويج لعودة اللاجئين وإعادة الإعمار، معتبراً أن التسوية التي يدعو إليها النظام لا يمكن تحقيقها بوجود حكومة الأسد والقوات الروسية، التي لا تزال طائراتها تستهدف المدنيين في مناطق سيطرة المعارضة.
وأشار التقرير إلى أن الهدف الأساسي من المؤتمر هو تعويم الأسد دولياً، وإظهار روسيا بمظهر الضامن لتقديم المساعدات الإنسانية عن طريقها أو عن طريق النظام.
ونفى “منسقو الاستجابة” الأرقام التي تصرح عنها روسيا بشأن اللاجئين العائدين، حيث بلغ عددهم 2.15 مليون بحسب التصريحات الروسية، مشيراً إلى أن هدف روسيا من الترويج لذلك هو كسب الوقت وتأييد المجتمع الدولي لتلك العودة.
وأضاف “لا يوجد حتى الآن أي رغبة لأي نازح أو لاجئ للعودة إلى مناطق سيطرة النظام السوري، بسبب انعدام أبسط مقومات الحياة الكريمة واستمرار الانهيار الاقتصادي وتواصل عمليات الخطف والاعتقالات والتغييب القسري، مما يجعل تلك المناطق غير آمنة للعودة”.
إلى جانب ذلك، أصدر مكتب شؤون اللاجئين التابع لـ”الائتلاف السوري” المعارض، بياناً رفض خلاله ترويج النظام وروسيا لعودة اللاجئين.
وقالت منسقة مكتب شؤون اللاجئين في الائتلاف، أمل شيخو، إنه لا توجد بيئة آمنة ومستقرة في سورية تسمح بعودة اللاجئين السوريين إليها حتى الآن.
وأضافت شيخو أن التواصل مع اللاجئين أظهر عدم رغبتهم بالعودة لسورية، لحين الخلاص من نظام الأسد، على حد تعبيرها، مشيرة إلى أن محاولات روسيا لعقد المؤتمر تهدف لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية.
بدوره، أكد الاتحاد الأوروبي عدم مشاركة الدول الأعضاء فيه بمؤتمر اللاجئين في دمشق، حيث أعلن الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي الاتحاد، جوزيب بوريل، عدم المشاركة بالمؤتمر.
وأضاف بوريل أن وزراء خارجية عدد من دول الاتحاد، وهو نفسه، تلقوا دعوة للمشاركة في المؤتمر المنعقد في دمشق، إلا أنهم لن يشاركوا.
وتسعى روسيا وحكومة الأسد إلى عقد مؤتمر في دمشق، يومي 11 و12 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، والذي سيناقش “تسهيل عودة” اللاجئين السوريين إلى بلدهم، حسب الرواية الروسية.
وكان رئيس النظام، بشار الأسد، أجرى لقاءً عبر تقنية الفيديو مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، تحدثا خلاله عن التحضير لمؤتمر اللاجئين.
وكان اللافت في حديث الأسد هو استجداء نظيره بوتين، من أجل كسر العقبات التي تعرقل عودة اللاجئين، على رأسها حسب قوله العقوبات التي تفرضها الدول الغربية على نظامه.