أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” مقتل زعيمه الرابع “أبو الحسين الحسيني القرشي”، متهماً “هيئة تحرير الشام” بالوقوف وراء الحادثة في مناطق سيطرتها بمحافظة إدلب.
وجاء إعلان مقتل “القرشي” من خلال تسجيل صوتي نشرته حسابات جهادية، يوم الخميس، للناطق الرسمي الجديد “أبو حذيفة الأنصاري”.
وقال الأنصاري في التسجيل إنه تم تعيين المدعو “أبو حفص الهاشمي القرشي” زعيماً جديداً، بعد مقتل الزعيم السابق “أبو الحسين الحسيني القرشي” على يد “هيئة تحرير الشام”، خلال عملية نُفذت في محافظة إدلب.
وزعم “الأنصاري”في التسجيل الذي حمل عنوان:”فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به” تسليم “تحرير الشام” جثة “أبو الحسين” لتركيا، قبل أن تعلن الأخيرة مسؤوليتها عن ذلك على لسان الرئيس رجب طيب أردوغان.
واتهم الأنصاري “هيئة تحرير الشام” أيضاً باعتقال المتحدث السابق باسمه، والمعروف بلقب “أبو عمر المهاجر”.
ولم يحدد التنظيم متى قتل زعيمه وفي أي منطقة من إدلب تحديداً، فيما لم يصدر أي تعليق من جانب “تحرير الشام” حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
وبعدما مُني بهزيمة أولى في العراق في العام 2017 إثر معارك مع القوات العراقية، أعلنت “قوات سوريا الديموقراطية”، المدعومة أمريكياً في 23 مارس 2019، هزيمة التنظيم إثر معارك استمرت بضعة أشهر في شرق سورية.
وتُوّجت هزيمة التنظيم بقتل القوات الأمريكية لزعيمه الأول “أبي بكر البغدادي” في أكتوبر 2019 في عملية عسكرية في محافظة إدلب.
وفي فبراير 2022، أعلنت الولايات المتحدة قتل زعيم التنظيم الثاني المدعو “أبو ابراهيم القرشي “في إدلب أيضاً.
وفي 2022، أكد التنظيم مقتل زعيمه الثالث “أبي الحسن الهاشمي القرشي” الذي تبين أنه قضى في اشتباكات مع مقاتلين محليين في جنوب سورية.
“إعلان تركي”
ويأتي البيان الجديد لتنظيم “الدولة” بعد ثلاثة أشهر من إعلان الرئيس التركي أردوغان مقتل “أبو الحسن القرشي” بعملية نفذتها المخابرات في شمال سورية.
وقال أردوغان في مايو الماضي إن “المخابرات التركية كانت تتابع منذ فترة طويلة زعيم تنظيم داعش الملقب أبو حسين القريشي، وقد تم تحييده بعملية في سورية”.
بعد ذلك ذكرت وكالة “الأناضول” أن “القرشي” قتل بعدما أدرك أنه سيتم القبض عليه من قبل فرق المخابرات، الأمر الذي دفعه لتفجير الحزام الناسف الذي يرتديه.
وبحسب المعلومات التي نشرتها الوكالة، في مايو: “تقلت المخابرات معلومات استخباراتية تفيد بأن المدعو الإرهابي أبو حسين الحسيني القرشي، وهو ما يسمى بخليفة داعش الجديد كان مصمماً على التحرك بشكل متكرر، في جنديرس بعفرين، وأنه بصدد الانتقال قريباً”.
ونتيجة لذلك أقدمت فرق من المخابرات على مداهمة المنزل الذي يقيم فيه في ريف عفرين، وعندما وصلت إليه وجهت له “دعوات للاستسلام، دون أن يبدي أي رد”.
بعد ذلك، اقتحم فريق العمليات الخاصة التابع للمخابرات المبنى عن طريق تفجير أولاً جدار حديقة المنزل، ثم أبواب المدخل الخلفي والجدران الجانبية.
و”عندما أدرك أبو حسين الحسيني القريشي أنه سيُقبض عليه، فجر حزامه الناسف”، وفق ما أوضحت المصادر الأمنية للأناضول، مشيرة إلى “عدم إصابة أي عنصر من فرق المداهمة، في العملية التي استغرقت قرابة أربع ساعات”.
وسبق وأن أعلن أردوغان إلقاء القبض على أحد قادة التنظيم البارزين وهو بشار خطاب الصميدعي. وجاء ذلك من خلال عملية أمنية نفذتها الاستخبارات التركية في مدينة إسطنبول، العام الماضي.
ورغم أنه التنظيم خسر كامل مناطق سيطرته الأساسية، إلا أن عناصره المتوارين لا يزالون يشنون هجمات وإن كانت محدودة في البلدين خصوصاً ضد القوى الأمنية، كما يتبنى التنظيم هجمات في دول أخرى.