أثارت قصة السوري ماهر الدغيم، وهو مالك شركة حوالات مالية تنشط بين تركيا وشمال غربي سورية ومناطق متعددة، جدلاً كبيراً خلال الساعات الأخيرة، خاصة عقب تأكيد عائلته “تسليمه لنظام الأسد قسراً”.
وقالت مصادر “السورية.نت”، إن طائرةً تحمل الدغيم، هبطت “عند الساعة الحادية عشر ليل أمس السبت في مطار دمشق”.
وتطابقت أقوال ثلاثة أشخاص مقربين من ماهر الدغيم، إذ قالوا لـ”السورية.نت”، بأن الأخير “سُلمَ فعلاً لسلطات نظام الأسد وهو محتجز عند المخابرات الجوية”.
وأضافت المصادر أن آخر تواصل معه، كان عند الساعة الثامنة مساء أمس، بعدما أرسل عبر تطبيق “واتس آب” لقريبه، رسالة أكد فيها وضعهُ في “طائرة سورية” متجهة لدمشق.
وذكر أحد المقربين الثلاثة، أن ماهر الدغيم وصل إلى دمشق و”تم اعتقاله من مكتب الأمن التابع للمخابرات الجوية في مطار دمشق”.
ماهر الدغيم..و”الحلقة المفقودة”
ونشر دغيم بنفسه الأسبوع الماضي، تسجيلات من داخل مطار اسطنبول، يناشد فيها بمساعدته بعد منعه من الدخول و”توقيف قيود الجنسية التركية”.
و كثّف الأخير خلال الأيام الماضية، ظهوره مع ناشطين إعلاميين معروفين في وسائل التواصل، مناشداً “المعنيين” بحمايته من “الترحيل لدمشق”.
وقال في مقابلة مع الإعلامي هادي عبد الله، إنه منذ ستة أشهر صدر قرار من قبل السلطاات التركية، بتجميد أمواله، بسبب شركة “ميلانو” واتهامه بتمويل الإرهاب.
ونشرت الجريدة الرسمية التركية نص القرار بتاريخ 23 من ديسمبر/ كانون الثاني 2022، وحمل توقيع وزير الداخلية، سليمان صويلو، ووزير الخزانة التركي نور الدين نباتي.
وتضمن القرار تجميد أصول ماهر الدغيم الحاصل على الجنسية التركية، وحسان دغيم، وشركة DXN Milano” للتجارة.
واتهمت الوزارة الأسماء المذكورة بارتكابهم أعمالاً تدخل في نطاق جريمة “تمويل الإرهاب”.
وأكد دغيم عدم علاقته بالشركة التي تعود ملكيتها إلى قريبه حسان دغيم، قائلاً إنه قدم الاثباتات الرسمية للقضاء.
وقبل نحو شهر سافر دغيم من تركيا إلى السعودية، عبر جواز السفر التركي لأداء العمرة، قبل أن يسافر من الرياض إلى الإمارات العربية المتحدة.
وأثناء وجوده في دبي، تم إخباره من قبل ابنته بسحب الجنسية التركية منه، أو (تجميدها احترازياً).
وعقب ذلك قرر دغيم السفر إلى البرازيل وتقديم اللجوء هناك، حيث طار من دبي (ترانزيت) عبر مطار الدوحة.
وبعد وصوله إلى البرازيل مُنع من الدخول بسبب إلغاء جوازه التركي، فاضطر للعودة إلى مطار الدوحة لكونه آخر مطارٍ تواجد فيه.
وطلب دغيم من السلطات في مطار الدوحة، تسفيره إلى ريف حلب بالشمال السوري عبر مطار إسطنبول.
لكن السلطات التركية رفضت دخوله المطار، بسبب إلغاء جوازه، وقررت إعادته إلى مطار دبي، حسب كلامه.
وأكد دغيم أنه لا يمتلك وثائق سورية سوى “جواز الائتلاف الموجود لدى المحامي”، لكن سلطات المطار رفضت إحضاره له.
“تعرض لمكيدة”
ويقول أحد أقارب ماهر الدغيم لـ”السورية.نت”، إنه خلال الأيام الماضية “قُدمت له وعود بترحيله من تركيا إلى إعزاز في ريف حلب، قبل أن نتفاجأ بترحيله إلى قطر ثم إلى دمشق وانقطاع الاتصال به”.
وقال مصدر مطّلع على حيثيات القضية، إن ماهر الدغيم المعروف بكونه أحد أشهر مالكي شركات الحوالات في إدلب “تعرض لمكيدة”
وطلبت المصادر التي تحدثت لـ”السورية.نت” عدم ذكر اسمها.
كما علم فريق “السورية.نت”، أن بعض أقاربه الذين تواصلت معهم وسائل إعلام سورية، رفضوا حتى الآن الظهور بأي منصة إعلامية.