انقسام الأوساط الجهادية بعد عزم “الهيئة” إبعاد الشيشاني عن إدلب
أأشعلت قضية قائد “جنود الشام”، مراد مارغوشفيلي، والمعروف داخل الأوساط الجهادية باسم “مسلم الشيشاني” في إدلب، خلافاً في وجهات النظر بين قياديين وشرعيين سابقين فيما كانت تُعرف باسم “جبهة النصرة”، التي تحولت لـ”جبهة فتح الشام” ثم “هيئة تحرير الشام”.
ودارت الخلافات حول أحقية طلب الهيئة من الشيشاني خروجه من إدلب، وطريقة التعامل مع ما يطلق عليهم “المقاتلين المهاجرين”.
وقال الشرعي السابق في “هيئة تحرير الشام”، عبد الرزاق المهدي، إن “قضية أخينا المهاجر مسلم الشيشاني أشغلت الناس وألهبت مواقع التواصل الاجتماعي“.
وأشار إلى أن الشيشاني “لم يدخل في نزاع أو خصومة مع أحد في الساحة الشامية(..) ينبغي إيجاد حل لقضيته”.
في حين قال الشرعي السابق، علي العرجاني، إن “الشيشاني من خيرة الخبرات القتالية المعتدلة، وله جهود طيبة في الساحل وكان مقرب من الفصائل”.
وأرجع العرجاني سبب طلب “هيئة تحرير الشام” من الشيشاني مغادرة إدلب “لأسباب سياسية”، كونه مع مقاتلين آخرين من الشيشان، يشكلون خطراً على روسيا في المناطق لتي يسيطرون عليها.
وفي المقابل قال أبو أحمد خطاب، من المكتب الإعلامي لـ”هيئة تحرير الشام”، إن “مسلم الشيشاني لا يملك إلا مجموعة صغيرة ولا يرابط إلا في نقطة واحدة -باردة- من كل المحرر”.
وأضاف خطاب “طُلب منه العمل ضمن العمليات المشتركة وتفعيل مجموعته على الجبهات كما فعلت جميع فصائل الساحة تجنبًا للعشوائية العسكرية والتصرفات غير المضبوطة ولكنه رفض ذلك، كما رفض تفعيل مجموعته بشكل فعلي”.
واتهم خطاب الشيشاني بعدم المشاركة في المعارك الأخيرة، وأنه كان يحاول تثبيط بعض الفصائل عن المشاركة في المعارك، كما اتهمه بوجود خلايا تابعة له تقوم بالقتل والسرقة.
وكانت “هيئة تحرير الشام” طلبت من الشيشاني مغادرة إدلب، وهو ما أكده في بيان له، أمس، قال فيه إنه تلقى ورقة استدعاء من مسؤول “جهاز الأمن العام” التابع لـ”تحرير الشام”.
وأضاف: “طلب مني المسؤول بعد مقابلته مغادرة إدلب. قال لي: هذا قرار نهائي للهيئة، ولا يسمح لك بالاستئناف على هذا القرار”.
وتحدث “الشيشاني” في بيانه أنه حاول الاستفسار عن أسباب القرار المتخذ من “تحرير الشام”، إلا أنه لم يتلق أي توضيحات من قبل مسؤول “جهاز الأمن العام”.
ويعود تشكيل “جنود الشام” إلى عام 2013، وتعود أصول غالبية مقاتليه وقادته إلى الشيشان.
وكانت أول مشاركة علنية لهم في سورية في أثناء العمليات العسكرية التي شهدتها مناطق ريف اللاذقية الشمالي، بالإضافة إلى معارك سجن حلب المركزي.