قال المبعوث الأمريكي السابق إلى سورية، جيمس جيفري، إنه ناقش مع مسؤولين أتراك العملية العسكرية المحتملة ضد “قسد” في سورية، والمخاوف الأمنية لتركيا عند حدودها الجنوبية، وذلك خلال زيارته الأخيرة إلى أنقرة.
وفي مقابلة مع قناة “NTV ” التركية، اليوم الثلاثاء، قال جيفري إنه لم يحمل أي رسائل أمريكية لتركيا خلال لقائه وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، في أنقرة، مطلع الشهر الجاري، كونه لا يتمتع بأي صفة رسمية وإنما بصفته جزءاً من المجتمع المدني، حسب قوله.
ورفض جيفري الكشف عن تفاصيل الاجتماعات التي عقدها مع كبار المسؤولين الأتراك، مشيراً إلى أنه ناقش تهديد “حزب العمال الكردستاني” لتركيا والعملية المحتملة ضده في سورية.
"PKK'YI KONTROL EDEMİYORLAR"
Eski ABD Suriye Temsilcisi NTV'de https://t.co/PF1cyHBeGC pic.twitter.com/FZk1lGPrKE— NTV (@ntv) December 13, 2022
إحياء اتفاقية 2019
تحدث المبعوث الأمريكي السابق إلى سورية، جيمس جيفري، عن إمكانية إحياء اتفاق “سوتشي” الموقع بين روسيا وتركيا عام 2019، وانسحاب “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مسافة 30 كيلومتراً تجنباً لعملية برية تركية.
وقال جيفري للقناة التركية، إن الانسحاب قد يكون مشروطاً وليس انسحاباً كاملاً من المنطقة، مشيراً إلى أن “قسد” وافقت عام 2018 على الانسحاب من منبج، بموجب اتفاق أمريكي- تركي، إلا أن الانسحاب لم يتم لوجود جنود روس في المنطقة.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2019، وافقت روسيا على انسحاب “قسد” من المنطقة بعد قمة سوتشي التي انعقدت بين بوتين وأردوغان، لكن “لم يفعل الروس شيئاً حيال قبول قسد الانسحاب 30 كيلومتراً من الحدود”، بحسب جيفري.
وأضاف: “الموقف الذي ستتخذه الحكومة الأمريكية الحالية هو تنفيذ اتفاقية 17 أكتوبر 2019”.
وتابع: “أعتقد أن إحدى طرق حل المشكلة هي أن تتعهد قسد بعدم مهاجمة تركيا من أي مكان في سورية”، لافتاً إلى أن واشنطن لا يمكنها إعطاء ضمانات لأنقرة بتوقف تلك الهجمات.
واشنطن لا تشترط انسحاب الروس
قال المبعوث الأمريكي السابق إلى سورية، إن روسيا ونظام الأسد يصران على شغل الفراغ الذي سيخلفه انسحاب “قسد” مسافة 30 كيلومتراً داخل الحدود، في حال وافقت على ذلك.
وأضاف أنه بموجب اتفاق سوتشي تم تسيير دوريات روسية تركية مشتركة في المناطق التي انسحبت منها “قسد” حينها، مشيراً إلى إمكانية تكرر السيناريو ذاته، دون أن يكون لتركيا وجود دائم هناك.
وأضاف أن الولايات المتحدة لن تعترض على تسيير تلك الدوريات، لقاء منع عملية برية كبيرة قد تؤدي لمخاطر عدة في المنطقة، حسب تعبيره.
وبحسب المسؤول السابق، فإن الولايات المتحدة ليس لديها مشكلة مع الوجود الروسي في سورية، ولا تطالب بانسحاب روسيا من المنطقة خوفاً من أن تملأ إيران تلك الفجوة، وقال إن واشنطن تفضل التعامل مع موسكو بدلاً من التعامل مع طهران.
مضيفاً: “نحن لا نحب حرق روسيا لحلب، لكن ليس لدينا هدف إخراج الجيش الروسي من سورية”.
ومنذ أسابيع يؤكد المسؤولون الأتراك على أن أنقرة بصدد تنفيذ عملية برية ضد مواقع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في شمال وشرق سورية، استكمالاً للعملية الجوية التي بدأها الجيش التركي، قبل أسابيع.
وبينما خفتت حدة الضربات التي نفذتها الطائرات الحربية التركية ضمن عملية “السيف المخلف”، ساد الحديث بكثرة عن وجود خطين للتفاوض بين تركيا وروسيا من جهة وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى.