يعتزم “حزب الجيد” المعارض في تركيا، الذي تقوده السياسية ميرال أكشنار تقديم طلب لـ”الخارجية التركية” من أجل لقاء رأس النظام السوري، بشار الأسد، وفق ما جاء في بيان رسمي.
وأعلن المتحدث باسم “الحزب”، كورشاد زورلو، اليوم الجمعة، أنه سيتقدم بالطلب إلى وزارة الخارجية التركية، مذكراً بتصريح سابق لأكشنار، إذ قالت إنها مستعدة للقاء الأسد.
وتحدث زورلو أنهم يريدون مناقشة 4 قضايا في الاجتماع، الأولى هي “المساهمة في توفير الظروف الاقتصادية والاجتماعية والأمنية اللازمة للسوريين الذين اضطروا لمغادرة بلادهم للعودة إلى وطنهم”.
القضية الثانية ترتبط بـ”وضع استراتيجية مشتركة لإنهاء أنشطة منظمة PKK / YPG الإرهابية التي لا تزال موجودة في سورية، من أجل حماية وحدة أراضي سورية”.
وأضاف الناطق باسم الحزب أنهم يريدون أيضاً “تقديم دعم دبلوماسي لإعادة إعمار سورية وعودتها إلى المجتمع الدولي”.
إضافة إلى قضية رابعة، وهي “تطوير نهج مشترك لمحاربة المنظمات الإرهابية غير حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي العاملة في سورية، والتي تشكل تهديداً أمنياً لتركيا وسورية”.
وهذه هي المرة الأولى التي يتقدم فيها هذا الحزب بطلب من هذا النوع، رغم أن عدة أحزاب معارضة في تركيا كانت قد اتبعت ذات المسار، خلال الأشهر الماضية.
ويأتي ما سبق في الوقت الذي تتالى فيه التصريحات الرسمية الحكومية، بأنه “لا استياء في السياسة أو خلاف أبدي”، وهي عبارة لطالما كررها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في رده على أسئلة الصحفيين المتعلقة بمستقبل العلاقة بين أنقرة والنظام السوري.
وفي غضون ذلك كان زعيم “حزب الشعب الجمهوري”، كمال كلشدار أوغلو قد استعرض خطة ينوي تطبيقها “في حال فوزه بانتخابات الرئاسة في 2023″، وتتضمن التواصل مع النظام السوري، من أجل عودة اللاجئين والمساهمة في إعادة الإعمار، والتعاون في قضايا أخرى، من بينها تهديدات “حزب العمال الكردستاني”.
ولم يتم توضيح أسماء وتوقيت زيارة الوفد الخاص بـ”حزب الجيد” حتى الآن، وفق ما ذكر موقع “ntv“، اليوم الجمعة.
من هي “أكشنار”؟
وتعتبر أكشنار من أبرز زعماء المعارضة التركية في تركيا، وتعرف بانتقادها للحزب الحاكم والرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، وسبق وأن طرحت رؤيتها بشأن ملف اللاجئين السوريين في البلاد.
وتدخل أكشنار منذ سنوات ضمن تحالف انتخابي مع “حزب الشعب الجمهوري”. وتعود جذورها في السابق إلى “حزب الحركة القومية”، التي انشقت عنه قبل تحولها إلى أحزاب المعارضة.
وتولت أكشنار منصب وزيرة الداخلية عام 1996، وشاركت في تأسيس “حزب العدالة والتنمية”، إلا أنها تركت الحزب قائلة، وقتها، “إنه مجرد امتداد لحزب الرفاه الإسلامي بزعامة نجم الدين أربكان”.
وانضمت إلى “حزب الحركة القومية” لاحقاً. وبسبب معارضتها لنهج زعيم الحزب (دولت باهشتلي) في تأييد الرئيس التركي تم طردها من الحزب عام 2016، لتعلن فيما بعد تشكيل حزب “الجيد”.
وفي شهر مايو الماضي ادعت أكشنار أنه في حال بقي السوريون في تركيا، فإن عددهم، وفق معدل الولادات الحالية، سيكون 35 مليون سوري بحلول عام 2053.
وأشارت أكشينار إلى أنها توجهت إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق من عام 2019 في ولاية أنطاليا التركية، وطلبت منه السماح لها بمصافحة “الأسد” للعمل على عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وأضافت: “قدمت هذا العرض بطريقة جدية ومدروسة، ونظمنا ورشة عمل في أنقرة برئاسة أيتون تشراي بناء على اقتراح نائبنا آنذاك أوميت أوزداغ، وشارك في هذه الورشة علماء ورجال دولة مهمون جداً”.