في أول اتصال علني بين كبير الجنرالات الأمريكيين ونظيره التركي، طُرح الملف السوري وما تشهده الساحة من تطورات خلال مكالمة هاتفية بين الطرفين، أعلن عنها “البنتاغون” أمس الخميس.
إذ تحدث رئيس أركان الجيش الأمريكي، مارك ميلي، عبر الهاتف مع نظيره التركي، متين جوراك، في أول اتصال معلن بينهما منذ تعيين جوراك وزيراً للدفاع في وقت سابق من هذا الشهر.
وأصدر “البنتاغون” بياناً حول الاتصال قال فيه إن الطرفين ناقشا ملفات عدة، على رأسها سورية وصفقة الحبوب وحلف شمال الأطلسي.
في حين قالت تركيا في بيان موجز إن الطرفين “تبادلا وجهات النظر حول التطورات الحالية”.
“تجاهل أمريكي”
وذكر موقع “المونيتور” أن أهمية الاتصال تأتي في ظل بحث واشنطن عن فرص لتحسين علاقاتها مع حليفتها في “الناتو”، بعد توتر بسبب ملفات عدة.
وأبرز الملفات الخلافية بين الجانبين هي احتفاظ تركيا بعلاقاتها مع روسيا عقب الحرب على أوكرانيا، وحصول تركيا على أنظمة دفاع “S 400” من روسيا، والدعم العسكري الأمريكي للفصائل التي يقودها الأكراد في سورية.
وقال الموقع في تقرير له، أمس الخميس، إن مكالمة ميلي مع جوراك “جاءت بعد يوم من سعي البنتاغون للتقليل من أهمية التصعيد المستمر، من قبل الفصائل (السورية) المدعومة من تركيا” في مدينة منبج الخاضعة لسيطرة الكرد شمال سورية.
إذ أبدى مسؤولو البنتاغون ردود فعل صامتة هذا الأسبوع بشأن مخاطر التصعيد في سورية، بحسب الموقع.
وأضاف: “تواجه القوات التي يقودها الأكراد والمدعومة من الولايات المتحدة انتفاضة قبلية في محافظة دير الزور الشرقية، وسط شكاوى محلية بشأن الخدمات المهملة”.
لكن تركيا أعلنت على لسان رئيسها عن دعمها للقبائل العربية في قتالها ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة أمريكياً، والتي تعتبرها أنقرة “منظمة إرهابية”.
ويعرب المسؤولون العسكريون الأميركيون سراً عن إحباطهم من محاولات تركيا المتجددة لتقويض المهمة الأميركية في سورية.
لكن وزارة الدفاع تتراجع عن دعم النهج الدبلوماسي لإدارة بايدن، بحسب التقرير.
ومع ذلك التقى مسؤولون أمريكيون بقيادة نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون سورية، إيثان غولدريتش، وقائد قوات “التحالف الدولي” جويل فاول، مع زعماء العشائر وقادة القوات التي يقودها الأكراد في دير الزور، نهاية الأسبوع الماضي، في محاولة لتهدئة الأمور.
وتشهد قرى وبلدات ريف دير الزور اشتباكات بين أبناء العشائر و”قسد” منذ أسبوع، على خلفية اعتقال أحمد الخبيل، قائد “مجلس دير الزور العسكري”، من قبل “قسد”.
ورغم أن الشرارة الأولى للمواجهات اندلعت في أعقاب حادثة الاعتقال، إلا أن الدوافع الرئيسية للمواجهات التي يقودها مقاتلو العشائر العربية تذهب بمسار مختلف.