خاص.. ما دلالات القصف الروسي على أسواق المحروقات بريف حلب؟

ضحايا من المدنيين وألسنة لهبٍ وعشرات السيارات المحترقة، هو المشهد الذي ساد مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي، في الساعات الماضية، بعد القصف الصاروخي “المفاجئ” الذي نفذته روسيا ونظام الأسد على سوقين للمحروقات.

وعلى الرغم من كون الاستهداف ليس الأول من نوعه، إلا أن ما يميزه حالياً الزخم المرتبط به، والتوقيت الذي جاء فيه.

ووفق ما قال “الجيش الوطني السوري” في بيان السبت فإن القصف الصاروخي كان على مرحلتين، ومن ثلاثة مواقع: البوارج الروسية في سواحل المتوسط، مطار كويرس، القواعد العسكرية في منطقة شعالة.

بدوره أوضح “الدفاع المدني السوري” أن حصيلة الضحايا بلغت حتى الآن 4 قتلى مدنيين، و27 جريحاً، مشيراً إلى أن أكثر من 100 صهريج من الوقود تحولت بعد الاستهداف إلى “كتل ملتهبة”.

“لغايات اقتصادية”

وتنتشر “حراقات النفط” بشكل واسع في بلدات ريف حلب الشمالي والشرقي.

وتتركز على الطرق الرئيسة الواصلة بين مدن اعزاز والباب وجرابلس وريفيهما، إضافة إلى وجود أسواق للنفط في مختلف مناطق سيطرة المعارضة شمالي سورية.

وتعرضت مناطق تكرير النفط وأسواق النفط لهجمات مجهولة في وقت سابق، اُتهم النظام وروسيا بالوقوف خلفها، إلا أنهما لم يتبنيا القصف.

الناطق باسم “الجيش الوطني”، يوسف حمود يقول في تصريحات لـ”السورية.نت”: “القصف الذي طال أسواق المحروقات في الساعات الماضية مصدره القواعد الروسية في الساحل وقواعد قوات الأسد في كويرس وشعالة”.

ويضيف حمود: “الصواريخ التي طالت الأسواق من نوع إسكندر، وهو الأمر الذي انسحب على الاستهدافات التي شهدتها الأشهر الماضية”.

ويرى حمود أن القصف سواء السابق أو الحالي يتركز على مناطق اقتصادية “تعتبر شريان أساسي لتوريد المحروقات إلى الداخل المحرر”، معتبراً أن “الضربات يمكن تفسيرها بأنها عمليات عسكرية لغايات اقتصادية، من أجل ضرب الشريان الرئيسي للمحروقات”.

رسائل عسكرية

دلالات القصف الروسي لا تقتصر على الغايات الاقتصادية، حسب حمود، بل تقف ورائها أيضاً غايات عسكرية وسياسية.

ويشير الناطق باسم “الجيش الوطني”: “الروس يحاولون تجربة صواريخ إسكندر، لذلك يعملون بين الفترة والأخرى على قصف مناطق فصائل المعارضة بها. الهدف لمعرفة مشاكلها والعراقيل التي تعترضها”.

وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت منذ عام 2016 عن وجود منصات إطلاق صواريخ “إسكندر” في قاعدة حميميم الروسية بريف اللاذقية.

ويوصف هذا النوع من الصواريخ بـ”المقاتل القديم في سورية”.

ويذكر أن موسكو لم تعلن رسمياً عن نشر منظومات “إسكندر–أم” في سورية، فيما توجد نسخة أخرى من منظومة “إسكندر-أم” تسمى”إسكندر-إي” معدّة للتصدير قد نشرت هناك.

وفي الأيام الأولى من شباط/ فبراير الماضي كان سوق المحروقات في قرية ترحين بريف حلب الشرقي قد تعرض لقصف بصواريخ أرض-أرض، محملة بقنابل عنقودية.

واتهم “الائتلاف الوطني السوري” في ذلك الوقت نظام الأسد وروسيا بالوقوف وراء الاستهداف، وقال في بيان: “بعد السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والتفجيرات يعود النظام المجرم وروسيا للقصف المباشر على ريف حلب”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا