نفى قادة ميليشيات عراقية نيتهم الانسحاب من سورية، مؤكدين على خريطة انتشار تتركز بشكل أساسي في 3 مناطق حدودية، ومناطق أخرى في عمق البلاد.
وقال أحد أعضاء “كتائب حزب الله” العراقية في تصريحات صحفية، اليوم الاثنين، إن “هناك خريطة انتشار متفقاً عليها لفصائل المقاومة الإسلامية في سورية”.
وتشمل “مقرات وثكنات لسد فراغ كبير غير قادر عليه الجيش السوري وحده”، وفقاً لتعبيره.
وبيّن أن مناطق “تواجدنا العسكري تتركز في التنف والبوكمال ودير الزور، مع مسك خطوط التماس بالشراكة مع القوات السورية المقابلة لقوات قسد من جهة الباغوز”.
وأضاف عضو آخر في “كتائب حزب الله” أن “الشريط الحدودي العراقي السوري بالمجمل فيه تمثيل للفصائل العراقية من الجانبين العراقي والسوري، باستثناء مناطق تواجد الأكراد”.
وحول نوع هذا التواجد، قال إنه بالشراكة مع قوات أخرى في الجانبين، والفصائل ما زالت تمتلك أسلحتها الثقيلة ولم تسحبها من تلك المناطق كما يُروج له.
وتنتشر نحو 10 فصائل عراقية مسلحة، مرتبطة بإيران، داخل الأراضي السورية منذ الأشهر الأولى لاندلاع الثورة.
وأبرز الفصائل “النجباء”، “كتائب الإمام علي”، “سيد الشهداء”، “جيش المؤمل”، “حركة الأبدال”، “سرايا الخراساني”، “كتائب حزب الله” و”عصائب أهل الحق”.
وأوضح كاظم الفرطوسي، المتحدث باسم “كتائب سيد الشهداء”، إحدى أبرز المليشيات التي تقاتل في سورية أن “مقاتلي الفصائل العراقية في سورية سلّموا إدارة مناطق تواجدهم للجيش السوري بعد انتهاء القتال”.
لكنه أكد في الوقت ذاته وجود ما وصفها بـ”مكاتب تمثيل للفصائل المسلحة، ليس لديها أنشطة أعمال عسكرية حالياً”.
وهذه المكاتب “هدفها الإرشاد الديني وتسهيل أمور الزيارة لبعض الزائرين، وهناك في بعض هذه المكاتب سوريون، من الذين انتموا للفصائل العراقية”.
وأشار الفرطوسي إلى أن “سرعة استجابة الفصائل لأي خلل أمني في سورية ستكون سريعة بالعدد والعدة”، على حد قوله.
وفي 27 مايو/أيار الماضي، وصل إلى معبر الوليد الحدودي بين العراق وسورية جثمانا عراقيين اثنين قضيا داخل سورية.
ووفقاً لموظف في المعبر، الذي تديره القوات العراقية إلى جانب وجود غير معلن لفصائل “الحشد الشعبي”، فإن الجثمانين كانا ملفوفين بعلم إحدى الفصائل العراقية المسلحة.
وأكد أن المعلومات تضاربت بين تعرّضهما لـ”قصف إسرائيلي” وانفجار لغم.
ولا تعلن الفصائل العراقية في العادة عن خسائرها في سورية، نتيجة لحسابات يتعلق بعضها بالداخل العراقي.
ورغم أن قادة الميليشات العراقية نفوا نيتهم الانسحاب من سورية، إلا أنهم تحدثوا أن تواجدهم تراجع إلى أقل مستوى له منذ بدء الثورة السورية، ولا يتعدى حالياً بضعة آلاف.
وسبق أن أكد عدد من قادة “الحشد الشعبي” والميليشيات المسلحة، بينهم قادة من مليشيات “سرايا الخراساني” و”النجباء” و”الأبدال” و”كتائب حزب الله” أن قواتهم انسحبت من داخل مراكز المدن السورية التي كانت تنتشر فيها، مثل حمص وحلب وريف دمشق وغيرها.
وفي حين أعلنوا فتح الكثير مما يعرف بـ”مكاتب للإرشاد الديني”، فإن مصادر عراقية وسورية أكدت أنها مكاتب تمارس نشاطات تجارية واقتصادية وسياحية.