شهدت مدينة الصنمين شمالي درعا، على مدى اليومين الماضيين، اشتباكات بين مجموعتين مسلحتين، ما أدى إلى مقتل 19 شخصاً بينهم نساء وأطفال.
وحسب “تجمع أحرار حوران” فإن مجموعة محلية يقودها المدعو محسن الهيمد، المرتبط بشعبة المخابرات العسكرية، شنت هجموماً على حارة الجورة، التي يتمركز بها مجموعة يقودها أحمد جمال اللباد الملقب بـ”الشبط”.
واندلعت اشتباكات بين المجموعتين ما أدى إلى مقتل 14 عنصراً من الطرفين، إضافة إلى إعدام مجموعة “الهيمد” شقيقة “الشبط” وعمه ميدانياً.
كما أقدمت مجموعة “الهيمد” بعد سيطرتها على الحارة على حرق منزل “الشبط”، ليتبين فيما بعد أن بداخله والده وشقيقيه، وهما طفلين، أدى الحريق لمقتلهم الثلاثة.
وأوضح التجمع أن “الهيمد يعرف بارتباطه مع جهاز المخابرات العسكرية عن طريق اللواء كفاح ملحم”.
كما ساهم بتنفيذ عشرات عمليات الاغتيال والخطف بحق معارضين للنظام منذ اتفاق التسوية في 2018.
وحسب مصدر محلي لـ”السورية.نت” فإن الخلافات بين المجموعتين تعود إلى 2014، أثناء سيطرة فصائل “الجيش الحر” على مساحات واسعة من درعا.
وقال المصدر إن الصراع كان يتمحور على النفوذ والسيطرة داخل المدينة، إضافة إلى مدى قوة كل طرف إقامة علاقات مع النظام.
وأضاف المصدر أن شرارة الأحداث الأخيرة بدأت، في 16 من الشهر الماضي، عندما أقدم مسلحون على اغتيال الشاب فراس المحاسنة، الذي كان ضمن صفوف “الجيش الحر”.
ووفقاً للتجمع فإن “أفراد مجموعة محسن الهيمد هم من أطلقوا النار على المحاسنة دون معرفة سبب اغتياله”.
وعقب ذلك داهم مسلحون مجهولون منزلاً في مدينة الصنمين في 22 من الشهر الماضي، وأطلقوا النار مباشرة على القاطنين فيه، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص.
ويوم السبت الماضي، قتل سبعة أطفال، بينهم أربعة أطفال أشقاء، جراء انفجار عبوة ناسفة أثناء لعبهم في حي المجبل بالصنمين.
وحسب الباحث أحمد أبازيد، فإن مجموعة “الهيمد” اتهمت مجموعة “الشبط” بالوقوف وراء زرع العبوة ومقتل الأطفال، الأمر الذي نفاه الأخير كون جميع الأطفال من عائلته.
نحو ٢٠ قتيلاً منذ الأمس في مدينة الصنمين في محافظة #درعا والعدد بازدياد.
بدأت القصة أمس بانفجار عبوة ناسفة في حي المجبل أسفرت عن مقتل ٨ أطفال بينهم ٤ أشقاء من عائلة اللباد.
وقامت صباح اليوم مجموعة "محسن الهيمد" – المتهمة بارتباطها مع الأمن العسكري وخلايا داعش معاً – بالهجوم على…
— أحمد أبازيد (@abazeid89) April 7, 2024
ووصف أبازيد ما يجري بأنه “مجزرة تشبه حالات الاستباحة في الحروب الأهلية والإبادات الجماعية، وتحصل أمام حواجز ومقرات تابعة لجيش النظام السوري، بلا أي تدخل لوقفها”.
وكانت قوات الأسد قد فرضت اتفاقاً في مدينة الصنمين، في 2020، قضى بخروج 21 مقاتلاً من المدينة، وتسوية أوضاع من اتفق على بقائهم في المنطقة.
وجاء اتفاق “التسوية” في الصنمين، بعد عملية اقتحام نفذتها قوات الأسد اتجاه المدينة، بعد إغلاق مداخلها ومخارجها بشكل كامل.