رئيس الصين في السعودية..واشنطن تحذر ورسالة ضمنية من الرياض
بدأ الرئيس الصيني، شي جينبينغ، زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، أمس الأربعاء، هي الأولى له منذ 2016، في زيارة تحمل في طياتها العديد من الرسائل إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وتستمر زيارة الرئيس الصيني ثلاثة أيام، سيعقد خلالها لقاءات مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان.
كما سيشارك في قمتين، الأولى خليجية-صينية، والثانية قمة عربية-صينية بحضور قادة دول المنطقة.
واعتبرت وزارة الخارجية الصينية الزيارة، بمثابة “أكبر نشاط دبلوماسي على نطاق واسع بين الصين والعالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية”.
واهتمت وسائل الإعلام السعودية بزيارة الرئيس الصيني، والتي سلطت الضوء على الفوائد الاقتصادية المحتملة للزيارة، بحسب فرانس برس.
ومن المتوقع أن تشهد الزيارة توقيع اتفاقيات بين البلدين بقيمة 110 ملياراتِ ريال أو ما يعادلُ نحو 30 مليار دولار.
وحسب وكالة الأنباء السعودية، فإن البلدين سيوقعان 20 اتفاقية، أضافة إلى توقيع وثيقة الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والصين.
وسلطت وسائل إعلام عالمية الضوء على الزيارة، واعتبرتها رسالة من الرياض إلى واشنطن، بعد توتر العلاقات بينهما.
وقالت شبكة “CNN” الأمريكي، إن “القادة السعوديون سيتعاملون مع الزيارة بمزيد من الاهتمام، إذ من المرجح أن يتم إجراء رقصات السيف التقليدية في حفلات الاستقبال الفخم”.
وأضافت أن “الترحيب بالرئيس شي سيكون على السجادة الحمراء، بعيدًا كل البعد عن شكل الترحيب بزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الرياض هذا الصيف”.
وكان بايدن زار الرياض قبل خمسة أشهر، ولوحظ حينها أن طريقة استقبال محمد بن سلمان للرئيس الأمريكي كانت باهتة.
واعتبرت الشبكة الأمريكية، أن “رحلة شي إلى المملكة العربية السعودية تحمل رسالة ضمنية إلى الولايات المتحدة”.
وكانت العلاقات السعودية- الأمريكية سجلت توتراً غير عادي، خلال الأشهر الماضية، خاصة مع قرار “تحالف أوبك+” بتخفيض إمدادات النفط الخام ما أثار “خيبة أمل” لدى الرئيس الأمريكي، جو بايدن
ونقلت الشبكة عن “دبلوماسي عربي”، وصفته بـ”رفيع المستوى” أن “القمة تمثل علامة فارقة في العلاقات الصينية- العربية، كما تمثل انتصاراً دبلوماسياً كبيراً لمحمد بن سلمان”.
واعتبرت وكالة “رويترز” أن الرياض محبطة مما تعتبره فك ارتباط واشنطن التدريجي بالشرق الأوسط، والتآكل البطيء لضماناتها الأمنية، لذلك تقدم الصين فرصة لتحقيق مكاسب اقتصادية دون التوترات التي ألحقت بظلالها على العلاقة الأمريكية”.
بدورها صحيفة “نيويورك تايمز” اعتبرت رسالة الزيارة “أن نفوذ بكين في المنطقة ينمو في وقت يقول فيه المسؤولون الأمريكيون إنهم يريدون جعل الشرق الأوسط أقل أولوية”.
تحذير أمريكي
وفي تعليق على زيارة الرئيس الصيني، وصف الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، السعودية بـ”الحليف المهم للولايات المتحدة”.
وقال: “نحن مدركون للنفوذ الذي تحاول الصين توسيعه حول العالم. الشرق الأوسط هو بالتأكيد من بين هذه المناطق حيث يرغبون بتعميق مستوى نفوذهم”.
وأضاف “نعتقد أن العديد من الأمور التي يسعون إليها، وطريقة سعيهم إليها، لا تتلاءم مع الحفاظ على النظام الدولي الذي تحكمه قواعد محددة”.
وأكد أن واشنطن “لا تطلب من الدول الاختيار بين الولايات المتحدة والصين، لكن كما قال الرئيس مرات عدة، نعتقد أن الولايات المتحدة بالتأكيد في وضع يتيح لها القيادة في إطار هذه المنافسة الاستراتيجية”.