روايتانِ حول التفجير الذي أوقع قتلى سوريين وأتراك قرب تل أبيض
تبادل فصيلان يتبعان لـ “الجيش الوطني”، ممن شاركا في عملية “نبع السلام” شرق الفرات، الاتهامات خلف تسهيل دخول سيارة مفخخة، إلى بلدة سلوك شمال الرقة، قادمة من مناطق “قسد”، والتي انفجرت أمس الخميس، وتسببت بمقتل قيادي من فصيل “تجمع أحرار الشرقية”، وعدد من العناصر، إضافة إلى 3 جنود أتراك توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة بالرد على مقتلهم.
وشن “تجمع أحرار الشرقية” حملة دهم على مقار عسكرية لـ “الفرقة 20″، في كل من سلوك وجرابلس والباب، عفرين، ورأس العين، عقب اتهامه للأخيرة، بأن “السيارة العسكرية التي كانت ترافق المفخخة تتبع للفرقة 20″، واعتقل عدداً من عناصرها.
رواية “أحرار الشرقية”
وحول رواية فصيل “أحرار الشرقية”، عن تفجير السيارة المفخخة في سلوك، قال مدير المكتب الإعلامي للفصيل، الحارث رباح: “حينما جاءت السيارتان من الرقة ووصلتا إلى حاجز التفاحية التابع لأحرار الشرقية، شك العناصر بالسيارات، وأرادوا تفتيشها، فرد من يقود السيارتين بأنهم يتبعون للأمنية التابعة للفرقة عشرين”.
وأضاف رباح في حديثه لـ”السورية.نت”، أن “من يدعى أبو الغيرة وأبو محمد القورية التابعين لأمنية الفرقة عشرين، جاؤوا ومعهم مجموعات، وقالوا هؤلاء يتبعون لنا، وجرى تسيير عبورهم من كل الحواجز لغاية وصولهم لسلوك لجانب مقر القيادة”.
وتابع المتحدث “طبعا بنفس الوقت عملوا حيلة ليتمكنوا من إدخال السيارة لمقر القيادة، بأنهم سربوا معلومة على أساس أن السيارة تُستخدم لتهريب الحشيش، وعندما أتى شبابنا الأمنيين كي يتحققوا من البلاغ، ترك الأشخاص الذين كانوا بالسيارة، السيارة وهربوا، لكن بقي شخص كان يرافق السيارة، حيث ألقى شبابنا القبض عليه، وأخذوه للمقر، لاحقاً ومع دخول السيارة إلى المقر، انفجرت، واستشهدوا شبابنا وضباط من الجيش التركي”.
الفرقة 20 ترد
وأصدرت “الفرقة 20″، اليوم الجمعة، بياناً نفت فيه تورطها بإدخال السيارة المفخخة إلى مدينة سلوك، موضحة أن “السيارة المرسلة من قبل (بي كي كي) لمنطقة نبع السلام، توجهت إلى سلوك وقد سلكت في طريقها حواجز عدة ونقاط تفتيش تتبع لتجمع أحرار الشرقية، وقد رافقتها سيارة عسكرية تتبع لأحد تشكيلات نبع السلام إلى أن وصلت وانفجرت في مكان تواجد أحرار الشرقية”.
وأضاف بيان الفرقة أنه “على إثر ذلك أطلقت إشاعة كاذبة بأن السيارة العسكرية التي كانت ترافق المفخخة تتبع للفرقة 20 وبعد تعقبها من قبل الفصائل تبين أنها تتبع بتجمع أحرار الشرقية”.
وطالبت “الفرقة 20” الجيش الوطني بالتدخل لـ “حقن الدماء”، بعد أن داهم عناصر من أحرار الشرقية مقرات الفرقة، التي أوضحت في البيان أنها أعطت تعليمات بعدم إبداء أي مقاومة “حقناً للدماء”.
وفي أول تعليق من الرئيس التركي على الانفجار، ومقتل العسكريين الأتراك في منطقة عملية “نبع السلام” قال أردوغان: ” لا يمكننا أن نبقي هذا الهجوم دون رد”.
وكانت وزارة الدفاع التركية، أعلنت الخميس، مقتل 3 جنود أتراك في منطقة عملية “نبع السلام”، جراء انفجار سيارة مفخخة، أثناء قيامهم بعملية تمشيط على جانبي إحدى الطرق في المنطقة، وفق ما نقلت “الأناضول”.
وشهدت بلدة سلوك بريف الرقة الشمالي، عدة انفجارات منذ السيطرة عليها من قبل الجيش التركي، وفصائل “الجيش الوطني” التي قاتلت معه، في عملية “نبع السلام” التركية ضد “قسد”، وآخرها في مطلع يناير / كانون الثاني 2020، وأسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين، جراء انفجار سيارة مفخخة مركونة وسط البلدة.
ويوجه “الجيش الوطني” ووزارة الدفاع التركية اتهامات لـ “قسد”، بالوقوف وراء التفجيرات، التي ضربت مناطق عملية “نبع السلام”، وأسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، الأمر الذي تنفيه “قسد”.
وكان الجيش التركي وفصائل “الجيش الوطني” قد سيطرا على مدينتي رأس العين وتل أبيض، والقرى الواقعة بينهما، بطول 145 كيلومتراً على الحدود، وبعمق 30 كيلومتراً، وذلك في إطار عملية “نبع السلام”، التي أعلنت عنها تركيا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتوقفت لاحقاً، بعد اتفاقين؛ أمريكي-تركي، وروسي-ـتركي.