زيارات وقمة وتقارير.. هل اقتربت عودة النظام للجامعة العربية؟
شهدت الساحة العربية مؤخراً أحداثاً عدة، كان النظام السوري طرفاً فيها، تمثلت بزيارات وقمم ومحادثات “غير مسبوقة”، أبرزها زيارة الأسد إلى الإمارات، التي حصدت ردود فعل غربية منددة، إلى جانب قمة شرم الشيخ الإماراتية- المصرية- الإسرائيلية.
تلك التطورات أثارت شكوكاً حول إمكانية استعادة الأسد مقعده في جامعة الدول العربية، وحضور القمة المزمع انعقادها في الجزائر في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
قمة شرم الشيخ
واستضاف الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قمة ثلاثية، جمعته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، وولي عهد أبو ظبي/ محمد بن زايد، في مدينة شرم الشيخ، الاثنين الماضي.
وفيما لم يتم الإعلان رسمياً عن نتائج القمة، ذكرت وسائل إعلام أنها ناقشت قضايا عربية وإقليمية مشتركة، إلى جانب تعزيز التعاون والتنسيق بين الأطراف الثلاثة لما يضمن “الاستقرار” في المنطقة.
القمة جاءت عقب زيارة مفاجئة أجراها رأس النظام، بشار الأسد، إلى الإمارات، وهي الزيارة الأولى له لدولة عربية، منذ اندلاع الثورة السورية سنة 2011، والقطيعة الدبلوماسية لمعظم الدول العربية مع النظام لاحقاً.
موقع “إسرائيل اليوم” قال في تقرير له، اليوم الأربعاء، إن قمة شرم الشيخ تناولت مسألة العودة “المحتملة” للنظام السوري إلى جامعة الدول العربية، حيث بحث الأطراف الثلاثة نتائج زيارة الأسد للإمارات.
وأضاف الموقع أن الجانب الإسرائيلي لم يصدر أي موقف بعد حول قبول أو رفض عودة الأسد للساحة العربية، خاصة أنه شخص “غير مرغوب به” لدى الغرب.
وتابع: “نهج إسرائيل المحتمل تجاه الأسد لا يزال في المراحل المبكرة جداً من اتخاذ القرار، إذ تنظر القيادة السياسية إلى عودة الأسد المحتملة إلى الأسرة العربية على أنها تطور تاريخي دراماتيكي، لكنها لم تحدد بعد كيف سيكون”.
واعتبر التقرير أن إسرائيل تشارك الغرب موقفه الرافض للأسد كزعيم “شرعي”، إلا أن المصلحة العليا لها هي إخراج القوات الإيرانية من سورية.
السعودية ومصر “وجهة مقبلة”
عقب زيارته الإمارات، تحدث موقع “ديبكا” الإسرائيلي عن استعداد رئيس النظام، بشار الأسد، لإجراء زيارة رسمية إلى السعودية ومصر قريباً، تمهيداً للمشاركة في القمة العربية المزمع عقدها في الجزائر.
ونقل الموقع عن مصادر خليجية، أول أمس الاثنين، أن الأسد سيلتقي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في الرياض، فيما سيستقبله الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في القاهرة.
وأضاف أن هذه الزيارات تأتي تمهيداً لعودة النظام إلى مقعده في جامعة الدول العربية، والمشاركة في القمة العربية التي ستنعقد في الجزائر في نوفمبر/ تشرين الثاني من هذا العام.
وكانت العلاقات بين نظام الأسد وعدة دول عربية شهدت توتراً وقطيعة دبلوماسية منذ عام 2011، على خلفية قمع الأسد للاحتجاجات الشعبية ضد نظامه الحاكم.
روسيا تحرك ملف العودة
وخلال زيارته إلى أبو ظبي، الأسبوع الماضي، طالب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بضرورة عودة النظام السوري إلى الحضن العربي، عبر إعادة تفعيل مقعده في جامعة الدول العربية.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإماراتي، عبد الله بن زايد، “مقتنعون بأهمية تنشيط الجهود لإعادة سورية إلى حضن الجامعة العربية”، شاكراً الإمارات على الخطوات التي اتخذتها مؤخراً تجاه النظام السوري.
وتدعو روسيا الدول العربية مراراً إلى إنهاء القطيعة الدبلوماسية مع نظام الأسد، واعتبرت أن مشوار عودة سورية إلى محيطها الإقليمي قد بدأ، وذلك في تصريحات سابقة لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مارس/ آذار 2021.
وكانت الجامعة العربية قد علقت مشاركة سورية في اجتماعاتها عام 2011، نتيجة لعدم التزام النظام بقراراتها، فيما يتعلق بالمبادرة العربية حينها، لوقف عنف النظام في الشوارع التي كانت تشهد مظاهرات ضده.