ظروف “بائسة” تٌرهق سكان مخيم اليرموك وتجبرهم على مغادرته
تستمر معاناة عشرات الآلاف من مهجري الجنوب الدمشقي من أبناء مخيم اليرموك، حيث عملت قوات النظام والميليشيات الموالية لها على وضع المزيد من العراقيل أمام عودتهم إلى منازلهم والاستقرار فيها، بعد رحلة “الشتات الجديد”، كما وصفها بعضهم.
ورغم مرور نحو 5 أعوام على سيطرة قوات النظام على المنطقة، وإصدار عشرات القرارات حول السماح للمهجرين منه بالعودة إليه، إلّا أنّ الواقع مختلفٌ تماماً، بحسب شهادات مهجرين وناشطين من المنطقة.
ظروف “بائسة”
يقول فايز أبو عيد رئيس قسم الإعلام في “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا”، إنّ قرابة 1200 عائلة عادت إلى المخيم، خلال الفترة الماضية، لكنها “تعيش في ظروف بائسة للغاية، وتواجه صعوبات كبيرة في تأمين احتياجاتها الأساسية”.
وأكد “أبو عيد” لـ”السورية.نت”، أن العائلات تضطر إلى قطع مسافات طويلة مشياً على الأقدام لتأمين طعامها “في ظل غياب النشاط التجاري عن المخيم، وانعدام المواصلات بشكل كامل”.
وأضاف أنّ المخيم يفتقر حتى اليوم، إلى المؤسسات الخدمية، وإلى الأفران ومركز توزيع الغاز والمواد الاستهلاكية.
وشدد ذات المتحدث على أنّ “الصعوبات لا تتوقف عند ذلك، بل يشكو الأهالي من إعاقة الركام والدمار في المخيم لتحركاتهم، ويُجبرون على قطع مسافات طويلة، وتجاوز الركام والسواتر الترابية، التي تفصل بين المخيم والمناطق المتاخمة له”.
“التعفيش” مستمر
عودة مئات العائلات إلى المخيم، لم يمنع استمرار ظاهرة “التعفيش” وسرقة ممتلكات السكان، وينفذها “بعض اللصوص والمدنيين من المناطق والبلدات المتاخمة للمخيم”، وفقاً لما ذكره رئيس قسم الإعلام في “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا”.
ونقل ذات المتحدث شهادة أحد قاطني المخيم، تُفيد بأنّ مجموعاتتنسق مع الفرقة الرابعة، تواصل نهب حديد الأبنية في الأحياء الغربية من المخيم “الأمر الذي يحرم أصحابها من استكمال ترميمها وصيانتها، وبالتالي يمنعهم من العودة والاستقرار في المنطقة”.
وأشار المسؤول الإعلامي، إلى أنّ هذه السرقات تتم على مرأى ومسمع قوات النظام، التي لم تتخذ أي إجراءات لمنعها.
تضييق أمني
وفقاً لما رصدته “مجموعة العمل لأجل فلسطينيي سوريا”، فإنّ قصف المخيم بكافة أنواع الأسلحة من قبل قوات النظام، خلال العمليات العسكرية التي توقفت منذ سنوات، تسبب بنزوح 80% من سكانه، منهم من اختار النزوح الداخلي والتوجه إلى مخيمات أخرى في جرمانا، وخان دنون، وخان الشيح، وسبينة.
بينما انتقلت نسبة من سكان المخيم، إلى مناطق، قدسيا، يلدا، مساكن برزة، وغوطة دمشق الشرقية في ريف دمشق، ومنهم من فضل مغادرة سورية، ليتوزعوا في أكثر من 20 بلداً، بحسب المجموعة.
ويروي عماد الأحمد المهجر من المخيم إلى ريف دمشق الغربي، لـ”السورية.نت”، كيف أن “أجهزة النظام الأمنية عقّدت ملف عودة الأهالي وحياتهم داخل المخيم بشكل كبير، حيث اشترطت مراجعة أربعة أفرع أمنية مقابل الحصول على إذن العودة للمخيم”.
وتابع: “بعد ذلك نفذت هذه الأجهزة عبر حواجزها عمليات ابتزاز كبيرة، من خلال طلب مبالغ مالية مقابل السماح بدخولهم إلى منازلهم، أو إدخال مواد البناء”.
وأشار الأحمد، إلى أنّ هذه الإجراءات دفعت الكثير من سكان المخيم لبيع ممتلكاتهم بأسعار أقل من القيمة الحقيقية لها، على أمل الحصول على سكن جديد أو فرصة للسفر خارج البلاد.
زيارة “أممية”
وزار وفد أممي مخيم اليرموك في 18 يونيو/ حزيران 2022، وكان على رأسه المنسق الأممي المقيم في سورية، عمران ريزا، ومدير عام وكالة “أونروا” في سورية أمانيا مايكل إيبي، وممثل عن الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب.
وناقشت الزيارة، تقييم أوضاع المخيم على الأرض، ورصد احتياجاته، وحشد التمويل لوكالة “اونروا” لتعيد إعمار الأحياء والمباني المتضررة، وفي مقدمتها المدارس والمراكز الصحية، إضافة لمقابلة العشرات من السكان لرصد احتياجاتهم.