قتل مختار بلدة الكرك الشرقي بريف درعا، جهاد سلطان النعمة، على يد مسلحين “مجهولين” أطلقوا النار عليه أمام منزله، صباح اليوم الاثنين.
وقال مصدر إعلامي من ريف درعا لـ”السورية.نت”، إن النعمة الملقب بـ”أبو عدي” يعتبر من الشخصيات المعروفة على نطاق واسع في الكرك ومدن وبلدات الريف الشرقي لدرعا.
وأضاف المصدر أن النعمة الذي تعرض لعملية الاغتيال، كان قد اتجه لتحييد بلدة الكرك الشرقي عن عدة أزمات أمنية، في السنوات الماضية، وصولاً إلى الدور الذي لعبه في اتفاق “التسوية” بين الفصائل من جهة، والنظام وروسيا من جهة أخرى، والمُوقع عام 2018.
ولم تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن مقتل النعمة حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
وتأتي الحادثة في الوقت الذي تشهد فيه محافظة درعا توتراً أمنياً، وترقب لما ستكون عليه مدينة طفس بريف درعا، والتي تهدد قوات الأسد باقتحامها للقبض على “مطلوبين”.
وسبق أن حاول مسلحون اغتيال النعمة في الأشهر الماضية بعدة طرق، إلا أن محاولاتهم فشلت، حتى أقدموا على إطلاق الرصاص المباشر عليه، اليوم، ما أسفر عن مقتله على الفور.
الاغتيالات في درعا لم تعد جزء من حرب أو خصومة، هي اليوم عمليات دفن للأسرار وقتل لكل من كان يعرف شيئا.
— Omar Alhariri (@omar_hariri_dr) February 1, 2021
ولبلدة الكرك الشرقي خصوصية في الريف الشرقي لدرعا، وكانت قد شهدت توتراً في الأشهر الماضية، بعد مقتل ضباط من “المخابرات الجوية” فيها، وما تبعها من عمليات دهم واعتقال نفذتها قوات الأسد.
وتعيش محافظة درعا في حالة من الفلتان الأمني، منذ توقيع اتفاق “التسوية” في 2018.
ويتمثل الفلتان بعمليات اغتيال تطال مدنيين وعسكريين من مختلف أطراف النفوذ، إلى جانب تفجيرات بالعبوات الناسفة.
ومنذ أكثر من عامين وحتى الآن تغيب ملامح الجهة التي تقف وراء عمليات الاغتيال، وسط مؤشرات متضاربة على ضلوع خلايا تتبع لتنظيم “الدولة الإسلامية” بالوقوف وراء بعضها.
وأصدر “مكتب توثيق الشهداء” في درعا، إحصائية سنوية حول عمليات الاغتيال التي شهدتها المحافظة خلال عام 2020، اعتبر خلالها أن العام الفائت كان “قاسياً” مقارنة بالعام الذي سبقه.
وبحسب الإحصائية فإن درعا شهدت ما لا يقل عن 409 عملية ومحاولة اغتيال عام 2020، أدت لمقتل 269 شخصاً وإصابة 102 آخرين، فيما نجى 38 شخصاً من محاولة الاغتيال.
وتركزت نصف عمليات الاغتيال في الريف الغربي لدرعا بواقع 218، فيما شهد الريف الشرقي 107 عمليات ومدينة درعا 84 عملية.