بعد مرور خمسة أيام على حادثة غرق قارب اللاجئين في البحر المتوسط، أعلنت اليونان عن توقف عمليات البحث عن ناجين من هذه الحادثة.
وذكرت تقارير يونانية أن عمليات البحث والإنقاذ توقفت منذ أمس الأحد، بسبب تضاؤل فرص الحصول على ناجين.
وانتهت عمليات البحث بالإعلان عن إنقاذ 104 أشخاص كانوا على متن القارب، وانتشال 78 جثة.
فيما أعلنت الأمم المتحدة أن قرابة 500 شخص لا يزالوا في عداد المفقودين، وسط اعتقادات بأنهم لقوا حتفهم، بعد مرور 5 أيام على الحادثة وتوقف عمليات البحث.
وتتضارب الأرقام هو العدد الدقيق للركاب على متن القارب، والذي يُعتقد أن عددهم يصل إلى 750 شخصاً، بينهم أطفال.
وينحدر معظم الأشخاص من سورية ومصر وأفغانستان وباكستان، وكانوا قد انطلقوا من ليبيا متجهين إلى إيطاليا.
ووصفت الأمم المتحدة هذه الكارثة بأنها ثاني أسوأ حادثة غرق يشهدها البحر المتوسط منذ عام 2015.
وذلك بعد غرق قارب مهاجرين في أبريل/ نيسان 2015، على الطريق البحري الليبي- الإيطالي، والذي أودى بحياة 1100 شخص.
“تورط” اليونان بغرق القارب
تعرضت السلطات اليونانية لانتقادات عدة، بسبب “فشلها” في التحرك باكراً لإنقاذ القارب، الذي غرق فجر الأربعاء الماضي، قبالة بلدة بيلوس جنوبي اليونان.
وتقول اليونان إن ركاب القارب قالوا إنهم لا يحتاجون إلى أي مساعدة، لكن المنظمات غير الحكومية تقول إنها تلقت عدداً من المكالمات طلباً للمساعدة.
من جانبها، نشرت شبكة “BBC” البريطانية ما أسمتها “أدلة” تشكك برواية خفر السواحل اليوناني حول التعامل مع “الكارثة”.
وقالت الشبكة في تقرير لها، اليوم الاثنين، إنها حصلت على تحليل حول حركة السفن في المنطقة أثناء وقوع الكارثة.
وأضافت أن قارب الصيد المزدحم باللاجئين ظل واقفاً لمدة سبع ساعات في البحر قبل انقلابه، وطلب المساعدة مرات عدة.
إلا أن خفر السواحل اليوناني قال إن القارب كان يسير باتجاه إيطاليا خلال تلك الساعات، ولم يكن بحاجة للإنقاذ.
ولم تعلق الحكومة اليونانية على تلك النتائج التي نشرتها “BBC”.
وذكرت صحيفة “الغارديان” أن المعلومات التي نشرتها السلطات اليونانية تتضارب مع البيانات التي تم رصدها في المنطقة.
وقالت في تقرير لها، اليوم الاثنين، إن “الغضب يتصاعد مع استمرار طرح الأسئلة حول إحجام خفر السواحل اليوناني عن التدخل على الرغم من وجود السفينة في المياه الدولية”.
وأضافت أن عدم وجود لقطات مصورة لعمليات الإنقاذ، التي ادعى خفر السواحل اليوناني أنه قام بها، وضع اليونان بـ”وضع محرج”.
كما أن تصريحات صادرة عن متحدث باسم الحكومة اليونانية، زادت الشكوك بتورط اليونان بحادثة الغرق.
وقال المتحدث إنه قبل وقت قصير من غرق القارب تم إلقاء حبل عليه، “ما أثار تكهنات بأن محاولات خفر السواحل لسحب سفينة الصيد تسببت في انقلابه”، حسب “الغارديان”.