عملية غزة البرية.. نصائح أمريكية لإسرائيل من تجارب سورية والعراق
بينما تقول إسرائيل إنها تستعد لعملية برية في غزة، وسط تهديد رئيس وزرائها بأنها “قادمة لا محالة”، قدمت الولايات المتحدة نصائح للعسكريين حول تحديات “حرب المدن” كما حصل في العراق وسورية.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في كلمة متلفزة أمس الأربعاء، استعداد إسرائيل لعملية برية في غزة دون تحديد موعدها.
وقال نتنياهو “لن أتطرق إلى موعد توقيت العملية البرية ضد حماس، وهي حاصلة لا محالة، بانتظار الظروف السانحة لضمان سلامة جنودنا”.
وأضاف: “سيتم التوصل لموعد العملية البرية في غزة عبر كلمة واحدة في مجلس وزراء الحرب”.
وطلب نتنياهو من سكان شمال قطاع غزة الخروج إلى الجنوب، داعياً العالم لدعم إسرائيل في معركتها.
وعقب تصريحات نتنياهو قامت قوات برية إسرائيلية بالتوغل في القطاع لفترة محددة، وفق فيديو نشره الجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش إن المشاة والدبابات الإسرائيلية ضربت، خلال التوغل البري، العديد من “الخلايا الإرهابية والبنية التحتية ومواقع إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات في غزة”.
وأضاف في بيان له عبر “تويتر”، أن القوات “خرجت من غزة بعد التوغل، وعادت إلى الأراضي الإسرائيلية”.
ويأتي الحديث عن عملية برية في ظل تحذيرات مسؤولين سياسيين وعسكريين من التوغل الإسرائيلي في القطاع.
من جانبه، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، العملية البرية بأنها “خطأ” بالنسبة لإسرائيل.
وقال إن إقدام إسرائيل على “تدخل واسع النطاق يعرض حياة السكان المدنيين للخطر، وأعتقد أن ذلك سيكون خطأ”.
وكانت وسائل إعلام أمريكية ذكرت أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، طالبت تل أبيب بتأجيل العملية البرية في غزة حتى حماية القوات الأمريكية في المنطقة.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أمس الأربعاء، إن إسرائيل وافقت على إرجاء الهجوم البري، حتى يتسنى لواشنطن إرسال دفاعات صاروخية للمنطقة سريعاً لحماية قواتها هناك.
إلا أن بايدن نفى ذلك، وقال في مؤتمر صحفي، أمس، إنه لم يطلب من إسرائيل إرجاء عمليتها البرية في غزة حتى إطلاق “حماس” سراح الرهائن.
دروس سورية قبل معركة غزة
وفي ظل الحديث عن المعركة المرتقبة، قدّم القادة العسكريون الأمريكيون نصائح لإسرائيل من دروس “حرب المدن” التي خاضوها في قتالهم ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في الموصل بالعراق والرقة بسورية.
وحسب وكالة “أسوشيتد برس” فإن القادة العسكريين الأمريكيين الكبار “يتحدثون إلى نظرائهم الإسرائيليين بشكل يومي تقريباً، ويتبادلون النصائح حول تحديات حرب المدن، وتهديدات الأفخاخ المتفجرة والقنابل المزروعة على الطرق”.
وأكدت الوكالة أن واشنطن أرسلت فريقاً من المستشارين العسكريين إلى إسرائيل، والذين لديهم خبرة في قيادة المعارك ضمن المدن.
وقالت إن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، وخلال مناقشاته مع الإسرائيليين الأسبوع الماضي، استذكر تجاربه كرئيس للقيادة المركزية الأمريكية خلال العامين الأولين من الحملة ضد تنظيم “الدولة”.
وقال مسؤولون مطلعون على المحادثات إنه “تحدث عن الدروس المستفادة، بما في ذلك إدراك أن العالم يراقب”.
وأضاف أن “هناك بعض الدروس المستفادة والتي سنكون أكثر من سعداء لمشاركتها مع حلفائنا فيما يتعلق بالعمل بفعالية في المناطق الحضرية الكثيفة، وإنشاء ممرات إنسانية آمنة”.
وكان أكثر من 10 آلاف شخص قتلوا، بينهم أكثر من 3 آلاف مدني، أثناء حصار القوات الأمريكية لمدينة الموصل بين عامي 2016 و2017.
كما قتل المئات في معركة الباغوز بالرقة، إذ ذكر تحقيق نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” في توفمبر/ تشرين الثاني 2021 أن عشرات المدنيين قتلوا في غارة جوية أمريكية استهدفت مدينة الباغوز السورية في شهر مارس 2019.
وكان “معهد واشنطن للدراسات” نشر، الأسبوع الماضي، الدروس المستفادة من معارك المدن الأخيرة في العراق وسورية في حال أقدمت إسرائيل على الهجوم البري.
وأبرز تلك الدروس هو أنه: “من شبه المستحيل تجنب تدمير المناطق الحضرية”، وأن “التكتيكات والتوقيت وجودة القوات لها أهمية كبيرة”، وأنه “غالباً ما كان يتم توفير مخرج للعدو”.