طالبت الحكومة اللبنانية نظام الأسد، بالتفاوض حول ترسيم الحدود البحرية، وذلك عقب توقيع اتفاقية بين النظام وروسيا، حول التنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط، في منطقة حدود بحرية بين سورية ولبنان.
وفي ظل استياء سياسيين لبنانيين حول قضم نظام الأسد 750 كم مربع من المياه اللبنانية، طالبت الحكومة اللبنانية حل المسألة عن طريق التفاوض مع النظام، دون التصعيد واللجوء إلى المحاكم الدولية.
وقال وزير الخارجية اللبناني، شربل وهبه، في مقابلة مع قناة “MTV“، إن الرئيس اللبناني، ميشال عون، اتصل برئيس النظام، بشار الأسد، بشأن ترسيم الحدود.
لكن وهبة لم يفصح عن تفاصيل الاتصال، مضيفاً “لا يمكنني ان أكشف تفاصيل الاتصال بين عون والأسد”، في حين لم يصدر أي بيان رسمي حول الاتصال من الجانبين.
وأشار وهبة إلى أنه “لسنا في وارد الهجوم على اعتداء سوري”، داعياً النظام إلى التفاوض مع لبنان من أجل ترسيم الحدود.
وقال إن “لبنان لن يقبل انتقاص سيادته في المياه ولا سنتيمتر، ويتمسك بترسيم الحدود وندعو الجانب السوري للتفاوض بيننا”.
مشيراً إلى أنه “سيتم التوجه إلى الأمم المتحدة ومن ثم التحكيم والمفاوضات المباشرة، وآخر الدواء هو اللجوء إلى المحاكم الدولية”.
وأوضح وهبة عدم حصوله على نص الاتفاقية السورية الروسية حول التنقيب على النفط حتى الآن، مشدداً على إرسال كتاب إلى نظام الأسد خلال الأيام الماضية حول المسألة.
وكانت حكومة الأسد صادقت، منتصف الشهر الماضي، على عقد مع شركة “كابيتال” الروسية، للتنقيب عن النفط مقابل سواحل طرطوس السورية، على أن يجري التنقيب في “البلوك البحري رقم واحد”، مقابل ساحل محافظة طرطوس حتى الحدود البحرية الجنوبية السورية- اللبنانية، بمساحة 2259 كيلومتر مربع.
وانتقد سياسيون لبنانيون اتفاق نظام الأسد وروسيا، إذ قال رئيس “حزب القوات اللبنانية”، سمير جعجع، الخميس الماضي، إن “الخرائط توضح تداخل الترسيم السوري بالترسيم اللبناني، ومحاولة الطرف السوري قضم 750 كم مربع”.
وطالب الدولة اللبنانية بالتدخل لحل الأمر بقوله: “للأسد أصدقاء كثر في لبنان، ليستخدموا هذه الصداقة وليخبروه أنه بهذا الأسلوب يتعدى على 750 كلم مربع”.
في حين انتقد النائب اللبناني، فؤاد مخزومي، صمت الحكومة اللبنانية إزاء تنقيب الشركة الروسية عن النفط والغاز.
وتعتبر قضية ترسيم الحدود البحرية بين سورية ولبنان مسألة إشكالية قديمة، تعود لعام 2011، حين قام لبنان بترسيم حدوده البحرية مع سورية وإسرائيل، إلا أن النظام رفض الترسيم وقال إنه “لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد”.