عين النظام على “ملف الحج”.. “الاستعادة” محور اجتماع في دمشق
عقد مسؤولون في حكومة النظام السوري ورشة عمل في دمشق، حملت عنواناً يتعلق بملف الحج السيادي، والذي تتسلمه لجنة منبثة عن “الائتلاف السوري” المعارض، منذ سنوات.
وذكرت وكالة “سانا“، اليوم الاثنين، أن ورشة العمل ناقشت “إجراءات استعادة نشاط الحج والعمرة في سورية وضوابط عمل مؤسسات ومكاتب السفر”.
وحضرها معاون وزير السياحة نضال ماشفج، ومدير عام الهيئة العامة للتدريب السياحي والفندقي مسلم الناعم، ورئيس اتحاد غرف السياحة السوري طلال خضير.
بالإضافة إلى عدد من المديرين المركزيين المعنيين في وزارة السياحة، وأكثر من 80 مكتباً للحج والعمرة، وعدد من مؤسسات السياحة والسفر.
ونقلت الوكالة أن معاون وزير السياحة غياث الفراح أكد “على ضرورة وضع ضوابط وآليات لتأطير نشاط الحج والعمرة، واستكمال مكاتب السياحة والسفر للاشتراطات المطلوبة”.
من جهته قال معاون وزير الأوقاف، حسان نصر الله إن “دور الوزارة يقوم على تحديد المرشدين الدينيين وشروط تعيينهم”.
وأضاف أن “وزارته ستقدم بدورها كل التسهيلات والدورات التأهيلية لتحقيق هذه الغاية”.
وأشار ضميرية معاون وزير الصحة إلى “أهمية الاشتراطات الصحية ودورها في حماية الحجاج والمعتمرين وضمان سلامتهم، وتلبية كل الاشتراطات الصحية لهذا النوع من الرحلات”.
كما عرض مدير الشؤون القانونية في “مصرف سورية المركزي” مجدي أبو فخر إجراءات الالتزام بأنظمة القطع، “بهدف ضمان تلبية متطلبات رحلات العمرة بما يتوافق مع الأنظمة والقوانين النافذة”.
“خارج أدراج النظام”
ومنذ عام 2013، سلّمت السعودية ملف الحج في سورية إلى “لجنة الحج السورية العليا”.
وهي لجنة منبثقة عن “الائتلاف الوطني”، حيث استلمت هذا الملف بموجب اتفاقية موقعة مع وزارة الحج السعودية.
ولدى “لجنة الحج” مكاتب دائمة ومعتمدة في كل من: باب الهوى، الريحانية، غازي عنتاب، إسطنبول، بيروت، عمان، القاهرة، مكة. إضافةً إلى مكاتب مؤقتة في كل من: باب السلامة، مرسين، الإمارات، الكويت، قطر.
وكانت “اللجنة” قد وقعت مع السعودية اتفاقية ترتيبات “شؤون الحج السوري” لعام 2023، وبلغت حصة سورية 22500 ألف حاج.
ولطالما هاجم النظام ووزارة الأوقاف التابعة له الرياض، بسبب رفضها توقيع اتفاقية تنظيم الحج معه، مدعياً أن السعودية تمنع السوريين من أداء هذه الفريضة منذ 11 عاماً.
“جدل بعد التطبيع”
وكان تطبيع السعودية لعلاقاتها مع النظام السوري في الأشهر الماضية قد أطلق عدة تساؤلات حول ما إذا كانت الرياض ستعيد للأخير الملف السيادي أم تبقيه بيد “لجنة الحج السورية العليا”.
وحتى الآن لم يصدر أي موقف من جانب المملكة العربية السعودية بشأن هذه القضية وما إذا كانت ستتخذ موقفاً جديداً بشأنها، بناء على مسار علاقتها المستجد مع النظام السوري.
لكن وفي أعقاب الزيارات الأخيرة بين المسؤولين السعوديين والتابعين للنظام السوري قالت “وزارة الأوقاف” في حكومة النظام، إن “تنظيم رحلات الحج سيبدأ العام المقبل”.
من جانبه، قال وزير السياحة في حكومة النظام، محمد رامي مرتيني لصحيفة “الوطن” قبل تنظيم موسم 2023 إن الوقت لم يكن كافياً لترتيب ملف الحج مع السعودية، خاصة من الجانب القنصلي.
وأضاف أن وزارته لم تصدر تعليمات لمكاتب السياحة حول هذا الموضوع.
وحول رحلات العمرة، قال مرتيني إنه من الممكن أن تبدأ بعد موسم الحج، مشيراً إلى أن الأمور “ستعود لطبيعتها” العام المقبل.
وقال نصر الله، إن تنظيم الحج والعمرة سيكون بناء على اتفاقية توقع بين وزارة أوقاف النظام ووزارة الحج السعودية.
وأضاف أن الاتفاقية تتضمن الترتيبات اللوجستية من حيث العدد والطيران والسكن، وكافة التفاصيل الأخرى.
وبحسب نصر الله، فإن اتفاقيات كهذه يجب أن توقع قبل موسم الحج بخمسة أشهر.
وتابع: “نظراً لأن عودة العلاقات مع السعودية كانت قبل وقت الحج بفترة وجيزة وغير كافية.. فإن الأمر سيتم بإذن الله لموسم الحج في العام القادم وليس في هذا العام”.