زادت خلال الأشهر الماضية، وتيرة اغتيال قادة كانوا يعتبرون من الصف الأول خلال سيطرة فصائل “الجيش الحر” على درعا بالجنوب السوري، استمراراً لحوادث الاغتيال التي تعيشها المحافظة بعد خضوعها لنظام الأسد سنة 2018.
وتسجل حوادث الاغتيال في معظمها ضد “مجهولين”، ما يفتح باب تساؤلات حول الجهة المسؤولة عن اغتيال هذه الشخصيات، التي انضم بعضها لقوات الأسد بعد “التسوية” في حين بقي آخرون معارضون للنظام.
ومنذ 2018 تم اغتيال قادة ومقاتلين سابقين في صفوف “الجيش الحر”، لكن منذ يوليو/ تموز الماضي، زادت هذه العمليات، وأدت إلى مقتل خمسة قيادين كانوا بارزين.
وحسب إحصائية لمكتب “توثيق الشهداء في درعا”، وصلت لـ”السورية.نت” نسخة منها، فإن 78 من القيادين السابقين في فصائل المعارضة تم اغتيالهم بعد 2018، وأصيب 33، في حين نجا 26 منهم من محاولات اغتيال.
يستعرض هذذا التقرير، أبرز القادة العسكريين الذين كانوا في صفوف فصائل المعارضة وتم اغتيالهم بعد سيطرة قوات الأسد.
مشهور الكناكري
في ديسمبر/ كانون الأول 2018، اغتال مجهولون مشهور الكناكري، الذي كان يعتبر أبرز قادة فصائل “التسوية” في محافظة درعا.
وقتل الكناكري بعد تعرضه لهجوم من قبل ملثمين اثنين في مدينة داعل شمال درعا، أطلقا النار عليه أثناء تواجده في أحد المحلات التجارية، ليتم إصابته بطلقتين في الرأس.
كان الكناكري أبرز قائدة فصائل المعارضة في مدينة داعل، إذ كان يقود ما يعرف بـ”اللواء الرابع” في “ألوية مجاهدي حوران”.
وفي 2018 أسهم الكناكري في سيطرة نظام الأسد وروسيا على داعل، إذ كان أول من فاوض الروس وعقد اتفاق مصالحة مع النظام، وسلم “ترسانة كبيرة من الأسلحة ومستودعات الذخيرة التي كانت بحوزته”، حسب صحيفة “المدن”.
كما ظهر الكناكري على قناة الميادين، الموالية للنظام، وقال “سلمت حالي ورجعت لمدينتي داعل ولحضن الوطن”.
مصرع أحد أبرز عرابي المصالحات وقادتها “مشهور الكناكري” في مدينة داعل بريف درعا جراء إطلاق النار عليه من قبل مجهولين، يُذكر أنّ الكناكري أول من فاوض الروس وعقد إتفاق مصالحة مع النظام وسلّم المنطقة وسلاحه الثقيل وخرج عبر الإعلام قائلا " كانوا يخدعونا والآن تبينت لنا الحقيقة" pic.twitter.com/wQfSXIcGNx
— أبو عبادة الشامي (@obadaalshamii) December 9, 2018
عدلي الحشيش
في سبتمبر/ أيلول 2019، أقدم مجهولون على اغتيال القيادي السابق في صفوف فصائل المعارضة، عدلي الحشيش، في بلدة مساكن جلين بريف درعا الغربي.
وأطلق المجهولون الرصاص على سيارة الحشيش، أثناء مروره على طريق “الأشعري” بعد الحاجز الرباعي ببلدة مساكن جلين.
وقبل ذلك كان الحشيش تعرض إلى محاولة اغتيال في مايو/أيار 2019، على طريق درعا- اليادودة، ما أدى إلى مقتل شاب وطفل وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين كانوا معه.
والحشيش، المنحدر من بلدة تل شهاب، من القادة البارزين في درعا، إذ كان قائداً لفصيل “التجمع الأول” التابع للجيش الحر.
وحسب “تجمع أحرار حوارن”، فإن الحشيش انضم إلى قوات الأسد بعد التسوية، وعمل ضمن مكتب أمن “الفرقة الرابعة”.
معتز قناة وعدنان أبازيد
في مارس/ آذار 2020 أقدم مجهولون على اغتيال عدنان علي أبازيد، ومعتز كمال قناة، الملقب بأبو العزّ، عبر إطلاق الرصاص عليهم في منطقة النخلة على طريق درعا – نصيب.
ويعتبر أبازيد مع أبو العز من القادة البارزين في فصائل المعارضة، إذ كانوا ضمن غرفة عمليات “البنيان المرصوص” في درعا البلد، وأشرفوا على عملية “الموت ولا المذلة” التي بدأت في فبراير/ شباط 2017.
وبعد سيطرة نظام الأسد على درعا وفرض التسويات، رفض أبازيد وأبو العز الانخراط والانضمام في صفوف قوات الأسد رغم إجرائهم “التسوية”.
ياسر الدنيفات
في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، أطلق مجهولون الرصاص، على عضو اللجنة المركزية ياسر إبراهيم الدنيفات الملقب بـ”أبو بكر الحسن” في يوليو/ تموز 2020، قُتل على أثرها إلى جانب ابن عمه عدنان يوسف الدنيفات.
كان أبو بكر ناطقاً باسم “جيش الثورة”، الذي كان يعتبر أكبر فصائل الجش الحر في درعا.
ولعب أبو الحسن دوراً في سيطرة نظام الأسد على مدينة جاسم، إذ شارك في عملية التفاوض مع الروس كممثل عن المدينة، وأصبح عضو في اللجنة المركزية في درعا.
وكان أبو الدنيفات تعرض إلى محاولة اغتيال سنة 2019، عندما فجر مجهولون عبوة ناسفة أثناء مروره على طريق جاسم.
أدهم الكراد
في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 اغتال مجهولون القيادي البارز في الجيش الحر، أدهم الكراد، إلى جانب عدة أشخاص أثناء عودتهم من دمشق على طريق الصنمين.
وتعرضت سيارة الكراد إلى إطلاق نار، قبل أن يتم إلقاء قنابل داخل السيارة للتأكد من مقتلهم.
ومن أبرز الشخصيات التي تم اغتيالها إلى جانب الكراد، القائد السابق لـ”لواء أحفاد الرسول” التابع لـ”الجيش الحر” الملقب أبو طه المحاميد، إلى جانب راتب أحمد الكراد، وأبو عبيدة الدغيم.
كان الكراد قائد “كتيبة الهندسة والصواريخ”، وأحد قادة غرفة عمليات “البنيان المرصوص” في درعا، ثم أصبح عضو في لجنة التسوية بعد سيطرة النظام.
لكن الكراد استمر في انتقاده لسياسة نظام الأسد وروسيا في درعا، محملاً إياهم مسؤولية الانفلات الأمني والاغتيالات، وعدم تنفيذهم بنود الاتفاق، من إطلاق سراح المعتقلين واستمرار ملاحقة القياديين الذين وافقوا على “التسوية”.
وكان الكراد هدد أكثر من مرة روسيا والنظام، بالتصعيد في درعا، في حال عدم تنفيذ مطالب أهالي المدينة.
عاكف الزكي
في ديسمبر/ كانون الأول 2020 قتل القيادي عاكف الزكي مع ابنه البالغ من العمر 16 عاماً، بعدما أطلق مجهولون عليه النار أمام منزله.
عمل الزكي في صفوف فصائل المعارضة قبل “التسوية”، وكان قائداً لمجموعة تعرف باسم “شهداء الكرك الشرقي”، لكن رفض بعد “التسوية” الانضمام إلى قوات الأسد.
وحسب مصادر في درعا، فإن الزكي كان أحد الأربعة المطلوبين لأجهزة النظام الأمنية في بلدة الكرك، والذين لم تقبل تسوية أوضاعهم بعد المفاوضات التي جرت بين وجهات المدينة والنظام، عقب الهجوم على حاجز عسكري تابع للمخابرات الجوية بالمدينة.
كنان العيد
خلال الأشهر الماضية من العام الحالي، ازدادت عمليات الاغتيال لقادة بارزين، منهم كنان طالب العيد، الذي تعرض لإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين في مدينة جاسم شمال درعا، في يوليو/ تموز الماضي، ما أدى إلى مقتله.
وحسب “تجمع أحرار حوران” فإن العيد كان قيادياً في فصيل “ألوية قاسيون” التابع للجيش الحر في مدينة إنخل، قبيل سيطرة النظام على المنطقة.
يحيى السقر
وفي الشهر نفسه قتل القيادي السابق بفصائل المعارضة يحيى السقر، عندما أطلق مجهولون عليه الرصاص المباشر في مدينة نوى شمالي درعا.
وكان السقر قائد “لواء أحرار نوى” ضمن الجيش الحر، لكن بعد سيطرة نظام الأسد انضم إلى صفوف الأمن العسكري التابع لقوات الأسد، حسب صفحة “درعا 24” التي يديرها ناشطون من جنوبي سورية.
وتعرض يحيى إلى محاولة اغتيال في يونيو/ حزيران الماضي، قرب منزله أدت إلى إصابته.
فادي العاسمي
في أغسطس/ آب الماضي، اغتال مسلحون مجهولون الشيخ فادي العاسمي، أحد وجهاء درعا، بطلق ناري مباشر، في مدينة داعل بريف درعا الشمالي، ما أدى لمقتله على الفور.
ويعتبر العاسمي من الشخصيات البارزة الفاعلة في محافظة درعا، حيث برز اسمه مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، حين قاد الحراك الثوري في داعل، وكان ضمن الوفد الذي التقى رئيس النظام، بشار الأسد، من أجل بحث التصعيد الذي كانت تشهده المحافظة حينها ضد النظام.
وعقب سيطرة فصائل المعارضة على درعا، شارك العاسمي في العمليات العسكرية ضمن فصيل “جيش المعتز”، ثم انضم لاتفاق “التسوية” بعد سيطرة قوات الأسد على المحافظة عام 2018.
وبحسب “تجمع أحرار حوران” تعرض العاسمي للاعتقال في سجون النظام بعد انضمامه لاتفاق “التسوية”، إذ تم الإفراج عنه في فبراير/ شباط 2019، بعد 4 أشهر على اعتقاله.
وبرز اسم فادي العاسمي خلال عمليات التفاوض بين أهالي درعا من جهة، وأجهزة النظام الأمنية من جهة أخرى، إذ شارك في بعض جولات التفاوض التي أجرتها اللجان المركزية (ممثلة عن الأهالي)، مع اللجنة الأمنية التابعة للنظام والوفود الروسية.
خلدون الزعبي
في شهر أغسطس/ آب نفسه، قتل القيادي السابق في “الجيش الحر”، خلدون بديوي الزعبي مع أربعة مقاتلين آخرين، إثر تعرضهم لكمين، في منطقة المفطرة الواقعة في ريف محافظة درعا.
وقال مصدر من درعا لموقع “السورية.نت”، إن “الزعبي” ومرافقيه الأربعة قتلوا خلال عودتهم من “اجتماع مع رئيس جهاز الأمن العسكري في درعا، لؤي العلي”.
وأضاف المصدر أن مكان “الكمين” الذي تعرضوا له والتوقيت، يشير إلى ضلوع “الأمن العسكري” في عملية الاغتيال.
ويعتبر الزعبي من القادة “البارزين” في المعارضة سابقاً بالجنوب السوري، وكان اسمه قد برز على خط التطورات التي شهدتها مدينة طفس، بعدما شنت قوات النظام حملة أمنية وعسكرية ضدها.
خالد أبازيد
في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، قتل القيادي السابق في فصائل المعارضة، خالد عبد الرحيم أبازيد، متأثراً بإصابته بانفجار مفخخة اتهم السكان خلية تتبع تنظيم ما يسمى “الدولة الإسلامية” في حي طريق السد بدرعا البلد.
يعتبر أبازيد من أوائل المشاركين في الحراك الثوري السلمي في درعا البلد، قبل أن يؤسس “فرقة 18 آذار” ضمن صفوف الجيش الحر.
شارك في العديد من المعارك ضد قوات الأسد في درعا البلد، وعقب التسوية رفض مغادرة المدينة، وأصبح أحد أعضاء لجنة درعا البلد المركزية.
وتعرض لمحاولتي اغتيال في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الأول كانت بعبوة ناسفة زرعها مجهولون في حي الأربعين بدرعا البلد ونجا منها.
أما المحاولة الثانية كانت، أواخر الشهر، خلال تفجير استهدف “مضافة” القيادي السابق في “الجيش الحر”، غسان أبا زيد في درعا البلد بالجنوب السوري، حيث أصيب وتوفي بعد أيام.
وقاد أبازيد العمليات العسكرية في منطقة طريق السد مؤخراً، ضد جماعة تتهم بانتمائها لتنظيم “الدولة الإسلامية”.