يرتفع عداد ضحايا المركب الذي غرق قبالة السواحل السورية بين الساعة والأخرى، ووصل حسب بيانات وزارة الصحة في حكومة النظام السوري إلى 77 قتيلاً، في حصيلة غير نهائية، مع استمرار عمليات البحث عن المفقودين.
وقال وزير الصحة، حسن الغباش لوكالة “سانا”، اليوم الجمعة إنه وإلى جانب الضحايا يوجد 20 شخصاً يتلقون العلاج في مشفى الباسل بطرطوس.
وأضاف مدير عام الموانئ البحرية، العميد سامر قبرصلي أن “بعض الجثث وجدت على الشاطئ في حين تم انتشال البعض الآخر من عمق البحر، من قبل زوارق المديرية التي لا تزال مستمرة بعمليات البحث حتى اللحظة”.
بدوره أعلن محافظ طرطوس، عبد الحليم خليل أن “الجهات المعنية” متواجدة في مشفى الباسل لتسليم جثث الضحايا إلى ذويهم، بعد التعرف عليهم.
وكان المركب قد انطلق من منطقة المنية شمالي طرابلس اللبنانية، يوم الثلاثاء الماضي، وعلى متنه أكثر من 150 من السوريين واللبنانيين والفلسطينيين.
وكان هؤلاء يقصدون الوصول إلى قبرص، كمحطة أولى للوصول إلى أوروبا، عبر طرق التهريب.
وحسب ما قال وزير النقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، علي حميه، في تصريحات صحفية، فإن “غالبية ركاب المركب الذي أبحر من شمال لبنان هم من اللبنانيين واللاجئين السوريين”، وأن “معظم الجثث من دون أوراق ثبوتية”.
من جانبها أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن دورية من مديرية المخابرات في مدينة طرابلس شمال لبنان أوقفت أربعة مواطنين يشتبه بأن لديهم سوابق في عمليات التهريب، وأيضاً بسبب محاولتهم شراء مركب للقيام لاحقاً بعملية تهريب أشخاص عبر البحر بطريقة غير شرعية، وضُبط بحوزتهم مسدس حربي.
كما أوقفت دورية أخرى من المديرية في منطقة “دير عمار” قرب طرابلس (شمال) أربعة مواطنين آخرين للاشتباه في قيامهم بأعمال التهريب عبر البحر ومراقبة دوريات القوات البحرية.
وقد سُلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص، حسب بيان “الجيش اللبناني”.
وهذه الواقعة هي الأحدث منذ بداية العام الحالي.
ونشطت ظاهرة الهجرة غير الشرعية من شمال لبنان خلال السنوات الأخيرة. وغالباً ما تكون وجهة الزوارق قبرص، الدولة الأوروبية الواقعة قبالة السواحل اللبنانية.
وقد بدأ الأمر مع لاجئين سوريين وفلسطينيين لا يترددون في القيام بهذه الرحلة الخطيرة بحثاً عن بدايات جديدة، قبل أن ينضم إليهم لبنانيون على وقع الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد منذ قرابة ثلاث سنوات، ووصنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم.
وتكرر خلال العام الحالي غرق زوارق في عرض البحر بعد انطلاقها من شمال لبنان، ما أودى بعشرات الأشخاص.
وأثار غرق مركب بقل العشرات في نيسان/أبريل استياء واسعاً في لبنان. وتم العثور في مرحلة أولى على ستة قتلى بينما لا تزال جثث آخرين في عمق البحر، ولم تنجح محاولات انتشالها.