قبل وصوله لدمشق..صحيفة موالية تهاجم بيدرسون: ليتحمل تبعات تصريحاته
هاجمت صحيفة مقربة من نظام الأسد، المبعوث الدولي إلى سورية، غير بيدرسون، قبل ساعات من وصوله إلى العاصمة دمشق، لعقد مباحثات مع مسؤولي النظام بشأن اجتماعات اللجنة الدستورية.
ونشرت صحيفة “الوطن” في عددها الصادر، اليوم الأحد، مقالاً تحدثت فيه عن أداء بيدرسون في اجتماعات اللجنة الدستورية، وتحميله مسؤولية تعطيل الجولة الماضية إلى وفد نظام الأسد.
وقالت الصحيفة إن “بيدرسون كان خرج عن مهامه ودوره وحاول خلال الجولة الخامسة فرض ما سماه بداية صياغة لمشروع دستور، الأمر الذي لم يكن مطروحاً على جدول أعمال الجلسة أساساً التي كانت تهدف للبحث ونقاش المبادئ الدستورية”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ الدبلوماسية” في جنيف، أن “فريقاً من مستشاري بيدرسون يضغطون عليه بشكل مستمر من أجل إحراج الدولة السورية واتهامها بدور المعطل لهذه المحادثات، والتهديد بإنهاء مسار جنيف الدبلوماسي”.
واعتبرت الصحيفة، نقلاً عن المصادر، أن بيدرسون لا يملك ما يكفي من “حجج”، وأن “هو ومستشاريه مسؤولون عن عدم إحراز تقدم ملموس، وأن تدخله في مسار المفاوضات أمر غير مقبول عند الحكومة السورية، التي ترى فيه مسيراً لهذه المحادثات وليس طرفاً فيها”.
وأضافت:”إن كان بيدرسون يريد اتهام الوفد الوطني بعرقلة هذه المحادثات فليتحمل تبعات تصريحاته، ويكشف للعالم حقيقة ما حصل في هذه الاجتماعات، وكيف خرج عن جدول أعمالها وحاول فرض صياغة أولية لمشروع الدستور”.
وكانت الجولة الخامسة من اجتماعات اللجنة الدستورية، انتهت أواخر الشهر الماضي، دون إحراز أي تقدم، وسط مماطلة من قبل وفد النظام ورفضه الدخول في مناقشة مواد الدستور.
ووصف بيدرسون الجولة الخامسة بأنها “مخيبة للآمال”، وقال “أبلغت أعضاء هيئة صياغة الدستور (المصغرة) المكونة من 45 عضوا أنه لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو، كان بالنسبة لي مخيبا للآمال”.
وأضاف أن وفد المعارضة أكمل صياغة المبادئ العشرة الأساسية في الفصل الأول من الدستور وعرضه، إلا أن رئيس وفد النظام أحمد الكزبري لم يقبل المقترحات.
ولم يحمل بيدرسون المسؤولية للنظام بشكل مباشر، إلا أنه أشار خلال تصريحاته التي أعقبت الجولة بمسؤوليته عن التعطيل، إذ أكد أن “المعارضين (دون أن يسميهم) ساهموا بشكل بناء في الاجتماعات، بينما النظام فعل العكس”.
وعقب ذلك شارك بيدرسون في اجتماعات “أستانة” التي جرت الأسبوع الماضي، كما التقى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في موسكو، الخميس الماضي، وناقش معه عمل اللجنة الدستورية.
ويعتبر بيدرسون أنه بإمكان موسكو الضغط على نظام بشار الأسد للدخول بجدية في العملية الدستورية، إلا أن المبعوث الرئاسي الروسي لشؤون التسوية السورية، ألكسندر لافرنتييف، استبق زيارة المبعوث الدولي بنفي ذلك.
وقال لافرنتييف “هناك حديث بأن روسيا موجودة في سورية، وهذا يعني أن لديها كل أدوات التأثير على دمشق، وعليها أن تصدر التعليمات، وعلى السوريين أن ينفذوا هذا كله، لكن هذه النظرة ليست صحيحة وأن كل ما يمكننا فعله في الواقع أن ننصحهم ونقدم لهم توصيات ما، والقرار يجب أن تتخذه الحكومة السورية”.
من جهتها قالت صحيفة “الوطن” إن “المبعوث الخاص ومن معه من مستشارين يريدون ممارسة الضغوط، وهم على قناعة بأن هناك دولاً (الإشارة إلى روسيا تحديداً)، قادرة على ممارسة ضغوط على العاصمة السورية، لتقديم تنازلات في الملف السياسي، وكان الرد الروسي واضحاً وعبر الإعلام أن موسكو يمكن أن تنصح دمشق، لكنها غير قادرة على أن تملي عليها”.
ومن المتوقع أن يلتقي بيدرسون وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، ورئيس وفد النظام في اجتماعات اللجنة الدستورية، أحمد الكزبري.