مع زيارته المفاجئة إلى العاصمة الروسية موسكو، يوم السبت الماضي، يتولى رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت “دور الوسيط غير المحتمل” بين روسيا وأوكرانيا، وهما الدولتان المتحاربتان، منذ 12 يوماً.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لها، اليوم الاثنين، أن الخوض في هذه الوساطة الدولية في خضم الحرب “قد يكون حقل ألغام لإسرائيل”.
وتوضح الصحيفة أن إسرائيل تعتمد على علاقاتها مع الكرملين للتنسيق الأمني في سورية، ومع جلوس موسكو على طاولة المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي، لا تستطيع إسرائيل تحمّل إغضاب الرئيس، فلاديمير بوتين.
وعلاوة على ذلك، من غير الواضح ما إذا كانت الجهود، التي قيل إنه تم تنسيقها مع الولايات المتحدة “ستؤتي ثمارها”.
وتضيف الصحيفة الأمريكية أن النجاح في إقناع الطرفين (روسيا، أوكرانيا) بالتسوية من شأنه أن يرفع بينيت إلى مرتبة رجل دولة دولي، و”يعزز مكانة إسرائيل بعد عقود من الانتقادات العالمية”.
لكن في المقابل يشير المعلق في موقع “والاا” العبري، باراك رافيد إلى أن بينيت “يخاطر بشكل كبير، ليس فقط لنفسه كسياسي، ولكن لدولة إسرائيل ومكانتها في العالم”.
وأضاف رافيد للصحيفة: “لقد خاض رئيس الوزراء في الوحل الأوكراني، دون أن يعرف تماماً مدى عمق ذلك”.
من جهتها حذرت فيرا ميشلين شابير، المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ومؤلفة كتاب “فلويد روسيا من أن إسرائيل “ليس لديها بالضرورة الأدوات الدبلوماسية للتوسط بشكل مناسب في مثل هذه الأزمة المعقدة، بغض النظر عن حسن النية”.
وبزيارته إلى موسكو، أصبح بينيت “الزعيم الغربي الوحيد” الذي التقى بالرئيس الروسي منذ اندلاع الحرب علىت أوكرانيا، بحسب “واشنطن بوست”.
وبتورطه في مثل هذا الصراع والمخاطر يمكن أن “يبث الحياة في ثرواته السياسية”.
وقالت إستر لوباتين، خبيرة الشؤون الأوروبية في جامعة تل أبيب: “لقد أعاد بينيت اختراع نفسه”. “هذا شخص كان يعاني في استطلاعات الرأي، وكان يواجه انتقادات عامة. اتضح أنه يستطيع سحب الأرانب من قبعته”.
وإسرائيل هي واحدة من الدول القليلة التي لديها علاقات عمل جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا.
وقدمت 100 طن من المساعدات الإنسانية إلى البلاد، بينما أعلنت أنها ستقيم مستشفى ميدانياً هناك.
في المقابل تعتمد إسرائيل على روسيا للتنسيق الأمني بشأن ضرباتها المتكررة في سورية.
وروسيا أيضاً من بين القوى التي تتفاوض مع إيران بشأن برنامجها النووي في فيينا، حيث بات الاتفاق وشيكاً.
وتعارض إسرائيل الاتفاق، قائلةً إنه لا يقيد الأنشطة النووية الإيرانية بشكل كاف، وناقشت هذه المعارضة مع روسيا بشكل متكرر، خلال الفترة الماضية.