قصف القواعد الأمريكية.. العراق يسعى لحل والميليشيات تتوعد
تحاول الحكومة العراقية مؤخراً ضبط الميليشيات الإيرانية ومنعها من توجيه ضربات للقواعد الأمريكية، وسط تنصل إيران وتوعد هذه الميليشيات بمواصلة الهجوم حتى نهاية الحرب على غزة.
وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى ضبط الميليشيات عبر عقد سلسلة زيارات ولقاءات سياسية.
ونقلت وكالة “رويترز“، اليوم الخميس، عن مسؤولين في الحكومة العراقية أن “السوداني ونحو 10 من كبار أعضاء حكومته التقوا مع قادة حوالي 12 ميليشيا في بغداد يوم 23 أكتوبر الماضي”.
وكان الهدف من الاجتماع هو “الضغط على الجماعات لوقف هجماتها على القوات الأمريكية”.
لكن معظم قادة الميليشيات توعدوا بـ”مواصلة هجومهم حتى تنهي القوات الإسرائيلية حصارها وقصفها لقطاع غزة”.
زيارة عراقية “فاشلة”
وقال مسؤولون كبار عراقيين للوكالة إن “الحظ لم يحالف السوداني في إقناع مجموعات الميليشيات بوقف هجومها، أو إقناع مموليها في إيران بكبح جماحها”.
ودفع استمرار الهجمات بوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى التوجه إلى العراق في 5 من الشهر الجاري، في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً.
وكانت زيارة بلينكن تهدف إلى دفع حكومة السوداني إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد الميليشيات الإيرانية وتجنب أي تصعيد.
وصرح بلينكن من العراق بأن “قصف القواعد العسكرية الأمريكية أمر غير مقبول على الإطلاق”.
وأضاف: “كان من المهم إرسال رسالة واضحة للغاية، إلى أي شخص قد يسعى لاستغلال الصراع في غزة لتهديد عسكريينا هنا أو في أي مكان آخر في المنطقة. لا تفعلوا ذلك”.
وبعد ساعات طار السوداني إلى إيران “لمناشدة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي ومسؤولين إيرانيين آخرين بشكل مباشر للمساعدة”، وفق ما قال سياسي عراقي كبير مقرب من رئيس الوزراء لوكالة “رويترز”.
وقال السياسي إن “السوداني طلب من المسؤولين الإيرانيين الضغط على الميليشيات لوقف هجماتها على القوات الأمريكية في العراق، خوفاً من أن بلاده، غير المستقرة سياسياً واقتصادياً، لن تتحمل تصعيداً من شأنه أن يدفع الأمريكيين إلى الرد على المسلحين”.
لكن “المسؤولين الإيرانيين أبلغوه بأن الميليشيات في العراق اتخذت قراراتها بنفسها وأن طهران لن تتدخل في الوضع هناك”.
وشهد الأسبوعان الماضيان تزايد الهجمات ضد القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط خاصة في سورية والعراق.
وتعرضت القوات الأمريكية لـ 40 هجوماً على الأقل في العراق وسورية الشهر الماضي، ما أدى إلى إصابة 45 جنديا أمريكياً إصابات طفيفة.
وآخر هذه الهجمات كانت، أمس الأربعاء، إذ أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم “المقاومة الإسلامية في العراق” مسؤوليتها عن استهداف طائرة دون طيار قاعدة الحرير الجوية الأمريكية في شمال العراق.
وكانت إيران نفت أن يكون لها أي صلة بالتصعيد ضد القوات الأمريكية في المنطقة.
وقال مندوب طهران في مجلس الأمن، أمير سعيد إرافاني، إن بلاده “لم تشارك قط في أي عمل أو هجوم ضد القوات الأمريكية في سورية والعراق”.