انتشرت قوات الأسد في عدة مناطق بريف السويداء الجنوبي، بعد أيام من المواجهات التي شهدتها المنطقة بين الفصائل المحلية في بلدة القريّا، وقوات “اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس”، بقيادة “أحمد العودة”.
وذكرت إذاعة “شام إف إم” الموالية للنظام، اليوم الاثنين، أن قوات الأسد بدأت بالانتشار، منذ يوم أمس، ووضعت نقاطاً لها في محيط بلدة القريّا وقرية صما الهنيدات بريف السويداء، بعد التوترات التي شهدتها المنطقة.
في حين وصفت شبكات محلية من السويداء الانتشار بعمليات تحاكي “ترسيم حدود أو نشر قوات حفظ سلام بين بلدين”.
وقالت شبكة “السويداء 24” إن نظام الأسد أخبر وجهاء محافظة السويداء أن الانتشار يأتي بهدف الحد من الحوادث الأمنية في المناطق الواصلة بين المحافظتين.
وشهدت الأيام الماضية مواجهات عسكرية بين مجموعات محلية في بلدة القريّا بريف السويداء و”اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس”، والذي يتلقى دعماً روسياً، ويتركز انتشاره في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي.
ولم تتضح الأسباب الرئيسية للمواجهات، والتي كانت قد اندلعت في وقت سابق، من العام الحالي، في ظل روايتين متضاربتين، كانت الأطراف المتصادمة قد عرضتها، مؤخراً.
وحتى اليوم لا تزال المنطقة الممتدة بين بلدة القريّا وبصرى الشام، تشهد انتشاراً لفصائل السويداء المحلية من جهة و”الفيلق الخامس” من جهة أخرى، في ظل حالة استنفار من الطرفين.
وحسب ما قالت مصادر من السويداء لـ”السورية.نت”، فإن قوات الأسد تنوي تثبيت 4 نقاط في الأراضي الواقعة بين بلدتي بصرى الشام والقريّا، جنوب غرب محافظة السويداء، وهي ذات المنطقة التي شهدت مواجهات.
يُشار إلى أن “الفيلق الخامس” قد توغل في بلدة القريّا أواخر شهر مارس/ آذار الماضي، ورفع سواتر ترابية فيها، بعد وقوع اشتباكات مع فصائل محلية راح ضحيتها 15 شخصاً من أبناء البلدة.
وحمّلت “حركة رجال الكرامة” روسيا المسؤولية عن مقتل عدد من عناصرها خلال الاشتباكات.
وقالت في بيان لها، منذ يومين، إن “الجهة الوحيدة المسؤولة عن مجزرة القريا هي التشكيل التابع للفيلق الخامس في محافظة درعا، الذي يقوده الإرهابي أحمد العودة، وهو تشكيل من مرتبات الجيش العربي السوري ويتبع مباشرة للقوات الروسية في سورية”.
بالمقابل حمّل “أحمد العودة” فصائل السويداء، مسؤولية بدء المواجهات المُسلحة، ملمحاً إلى دور لإيران و”حزب الله”، في تغذية الاشتباكات والوقوف ورائها.
ومنحت روسيا خلال الفترة الماضية صلاحيات واسعة لـ”الفيلق الخامس” في ريف درعا الشرقي المتاخم للسويداء، وسط مخاوف من هيمنة روسية وإنشاء قوة عسكرية تقوّض عمل الفصائل العسكرية المحلية في المنطقة.