قيادي سابق بـ”تحرير الشام”: الجولاني أفشل خططاً لدخول مدينة حلب
تحدث القيادي السابق في “هيئة تحرير الشام”، أبو العبد أشداء، في تسجيل مصور جديد عما وصفه “طغيان واستكبار وإجرام” قائد الهيئة أبو محمد الجولاني، وإفشاله لعمليات عسكرية كانت تهدف للسيطرة على مدينة حلب الخاضعة لسيطرة نظام الأسد.
وجاء حديث أبو العبد أشداء في تسجيل بثه عبر معرفاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس السبت، وحمل عنوان “سرطان الثورة وقوارب النجاة”، تناول فيه كيفية “متاجرة الجولاني بدماء الصادقين” حسب قوله.
ثلاث خطط عسكرية
وقال أشداء إن “جنون العظمة الذي استولى على الجولاني دفعه للحرب على الصادقين وسجن المجاهدين، وهو مستمر في كذبه وخداعه للأمة بتسميات (جبهة النصرة وفتح الشام وتحرير الشام)، وكل ذلك وغيره لا يهدف سوى الاستمرار في الطغيان”.
وأضاف القيادي أنه قدم أكثر من خطة عسكرية للسيطرة على مناطق في مدينة حلب، الخاضعة لسيطرة قوات الأسد، إلا أن الجولاني أفشلها ولم ينفذها.
الخطة الأولى، حسب أشداء، كانت الدخول عبر “الصرف الصحي” الرئيسي، الذي كان “يمر من جمعية الزهراء إلى الجزء المحتل من منطقة الليرمون، ثم إلى وسط حلب، ودخلت فيه عدة مرات وسرنا في مناطق العدو أكثر من 1.5 كيلومترات، وكان له عدة تفرعات تصل إلى قلب حلب، وقمنا بتنظيفه، لإرسال مجموعات تخرج من خلف نقاط العدو وتكسر خط رباطه”.
وأشار إلى أنه أطلع الجولاني على العمل وأبدى “فرحاً كبيراً ووصف العمل بأنه يرفع الرأس”، لكنه لم ينفذ العمل، و”لم يصلنا سوى كلامه خلال اجتماعاته بأنه لديه خطة لتحرير حلب”، حسب قوله.
الخطة الثانية كانت عبر تجهيز 300 طائرة مسيرة تضرب أهدافاً محددة لدى النظام في حلب لشكل حركته، والهجوم ليلاً عبر قناصين، وتم عرض الخطة على المسؤول العسكري في جبهة حلب، لكن الجولاني أهمل الخطة، وفق القيادي السابق.
أما الخطة الثالثة كانت حفر نفق في منطقة الليرمون، مؤكداً “بدأت بحفره، لكن الجولاني طلب إيقافه، قبل أن يكتشفه نظام الأسد لاحقاً”.
وتحدث أشداء عن المعركة الأخيرة في ريف حلب الغربي، العام الماضي، وقال “وصلني من قلب القيادة في الهيئة، أن أوامر صدرت من الجولاني بسحب المعدات العسكرية من ريف حلب الغربي، كما سحبوا قبل ذلك المعدات الاقتصادية في المنطقة”.
ألف حالة إعدام
أما عن الملف الأمني، فقد اعتبر القيادي السابق أن أكثر من ألف حالة إعدام نفذت من قبل الهيئة “دون إجراءات القضاء الشرعي الصحيح، ولا حقوق للمعتقلين، ولا حتى الاعتراف بإعدامهم، ولا إصدار شهادات وفاة لهم، إلى جانب دفنهم سراً في مقابر جماعية”.
كما تحدث عن التعذيب في سجون الهيئة، معتبراً أن الهيئة “تسجن وتعذب وتهين أهل أي شخص، ثم يتهمونه بأبشع التهم كالعمالة للتحالف الدولي، ثم يخرجونه بعد ذلك”.
وطالب أشداء في نهاية رسالته، تشكيل لجنة من ثلاثة أشخاص وصفهم بأنهم “صادقين”، لتقصي الحقائق وزيارة السجون ومعاينة المقابر الجماعية.
ولاقت كلمة أشداء ردود فعل بين قيادين سابقين وحاليين في الهيئة، إذ قال القيادي السابق في “جبهة النصرة”، علي العرجاني، “خطوة ممتازة بالظهور الإعلامي، وكشف عمالة الجولاني من أبي العبد اشداء، ومما يجب أن يسجل بأن الجولاني كل المعارك التي أشرف عليها قد دفع بالأعداد الكبيرة في خطط فاشلة ومواطن قتل للجنود على مر سنوات.. وكان يرفض آراء النخب المقاتلة على الأرض”.
من جهته قال الشرعي في “تحرير الشام” أبو ماريا القحطاني، عبر قناته في “تلغرام” إنه “لا نستغرب عندما تحاضر العواهر عن الشرف ويتكلم المخانيث عن النخوة والرجولة”، في إشارة إلى تسجيل أبو العبد أشداء.
وكان أبو العبد أشداء خرج بتسجيل مصور في 2019 حمل عنوان “كي لا تغرق السفينة” هاجم فيها قيادات الهيئة وفسادهم، ما أدى إلى اعتقاله من قبل الهيئة، قبل إطلاق سراحه في فبراير/ شباط 2020.