كندا ترفض “طلب الإقامة” لمهندس سوري طوّر أسلحة نظام الأسد الكيميائية
كشف تقرير لموقع “Global News” وجود مهندس سوري، أسهم في تطوير الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد، في كندا منذ سنوات.
وذكر الموقع الكندي أن العالم السوري، أحمد هيثم اليافي، متهم بمساعدة نظام الأسد في تطوير برنامج أسلحته الكيميائية ومقيم في ضواحي ادمونتون.
واستند التقرير على وثائق الحكومة الكندية التي رفعت السرية عنها، وكشفت أن اليافي عمل مهندساً كيميائياً في مركز البحوث العلمية السورية بين عامي 1974 و1994.
وحسب الوثائق فإن اليافي ساهم في إنتاج الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد، عبر إشرافه على مراحل إنشاء مصنع الإنتاج، وبقاءه أكثر من عامين على إجراء أبحاث عن المصنع التجريبي الذي “يُعرف أنه سيصنع أسلحة كيماوية”.
مناصب رفيعة
وأكد المصدر أن اليافي شغل منصباً رفيعاً في مركز البحوث العلمية، ومتورطًا في مرحلة بدء تشغيل المصنع التجريبي لمركز البحوث العلمي.
كما شغل عدة مناصب عالية ذات أهمية، منها مدير المشروع والمدير الفني، وأصبح فيما بعد نائب وزير الصناعة.
وبعد وصوله إلى كندا سنة 2018 حاول اليافي الحصول على إقامة دائمة، إلا أن دائرة الهجرة رفضت طلبه بسبب “مساهماته في برنامج سورية للأسلحة الكيميائية”.
ورفض اليافي الرد على تساؤلات الموقع الكندي، لكن الأخير حصل على تصريحات كان اليافي أرسلها إلى مسؤولي الهجرة سابقاً.
وقال اليافي في تصريحاته لـ”الهجرة”، إنه حصل على درجة الدكتوراه في الهندسة الكيميائية من جامعة مانشستر في إنجلترا.
وعاد إلى سورية سنة 1977 للعمل في مركز الأبحاث العلمية، حيث حصل على الموظف رقم 162، وتم إخباره أن المركز سينتج “مادة كيميائية ضارة بالبشر”.
وأضاف اليافي أن “العامل السام” لن يستخدم أبداً، وإنما الهدف من الكيماوي هو “الردع” ضد أعداء النظام.
واعتبر أن وجود سلاح كيميائي، يهدف إلى “تزويد قيادة البلاد بسلاح استراتيجي”.
واعتبر اليافي أنه كان “مجبر” للعمل في مركز البحوث لمدة 7 سنوات ونصف، مقابل تمويل دراسته لنيل درجة الدكتوراه في الخارج.
وحاول تقديم استقالته سبع مرات، أولها كان 1987، حتى تم قبولها عام 1994.
وأشار إلى أنه شعر بخيبة أمل عندما اكتشف أن المركز كان يطور أسلحة كيميائية.
وقال “لم أتعامل أبداً مع أي عوامل حرب كيميائية، ولم أشارك في أي نقاش حول أنظمة الإطلاق لأن ذلك لا يتماشى مع دوري أو خبرتي”.
وأكد أن عدة علماء آخرين كانوا في مركز البحوث العلمية، يعيشون حالياً في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.
“كيماوي سورية”.. بيان ناقص من النظام ومطالب بالتعاون
وتورط نظام الأسد بهجمات عديدة بالأسلحة الكيميائية، في مناطق عديدة، أبرزها مجزرة الكيماوي في غوطة دمشق يوم 21 أغسطس/ آب 2013، وخان شيخون في أبريل/ نيسان 2017، ومدينة دوما في أبريل/ نيسان 2018 وغيرها.
في حين ينكر نظام الأسد ذلك، ويزعم تسليم مخزونه بالكامل بعد انضمامه إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيمائية عام 2013.
وتشير الأرقام إلى أن النظام شن حوالي 262 هجوماً كيماوياً في سورية، أدت إلى مقتل 3423 شخصاً، وإصابة 13947، بحسب “مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية”.