تشهد المدن والمحافظات السورية الخاضعة لسيطرة نظام الأسد تسارعاً كبيراً في معدل الإصابات بفيروس “كورونا”، في ظل مخاوف ومؤشرات على قرب انهيار النظام الصحي، وخاصةً في العاصمة دمشق ومدينة طرطوس.
وقالت وسائل إعلام النظام بينها صحيفة “الوطن“، اليوم الاثنين، إن “مشافي التعليم العالي” في سورية تشهد تزايداً ملحوظاً بنسبة الحالات المشتبه في إصابتها بـ”كورونا”، وخاصة في مشفيي المواساة وتشرين الجامعي.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مدير عام مشفى المواساة الجامعي، عصام الأمين أن معدل القبول اليومي للحالات الخطرة المشتبه في إصابتها بـ”كورونا” يصل إلى نحو 10 حالات بشكل وسطي يومياً، من أصل نحو 30 حالة يستقبلها المشفى.
وأشار الأمين إلى أن 25 % من الحالات المشتبهة فيها يومياً تصنف من النوع “شديد الخطورة”، ويتطلب بقاءها في المشفى وتأمين جميع المستلزمات.
وحسب النشرة اليومية لوزارة الصحة في حكومة نظام الأسد بلغ عدد الإصابات المسجلة حتى الآن بـ”كورونا” 9166 إصابة، توفي منها 508 حالات.
لكن الإحصائية المذكورة كانت منظمات عالمية وحقوقية قد شككت بها، مؤكدةً أن نظام الأسد يعمد على إخفاء الأرقام الحقيقية.
“أيام صعبة” في طرطوس
لا يقتصر تزايد معدل الإصابات بـ”كورونا” في مناطق سيطرة نظام الأسد على العاصمة دمشق، بل ينسحب الأمر إلى باقي المدن على رأسها طرطوس، والتي توصف الأيام التي تمر عليها حالياً بـ”الصعبة”.
وحسب ما ذكرت صحيفة “الوطن” فتمر طرطوس هذه الأيام بوضع “صعب جداً”، جراء ارتفاع إصابات “كورونا”، وزيادة انتشار الوباء في المدينة والريف، حيث الآلاف من المصابين بأعراض خفيفة ومتوسطة محجورون في بيوتهم.
وقال مدير عام مشفى الباسل، إسكندر عمار إن المشفى يقبل يومياً الكثير من الحالات، منها ما لا يقل عن 15 إصابة شديدة الأعراض والباقي بين الخفيفة والمتوسطة.
وأوضح عمار أن عدد الموجودين في قسم العزل بالمشفى لا يقل عن 70 حالة يومياً، وكلما شفي بعضهم يتم استقبال أكثر مما شفي منهم.
تحذيرات سابقة
ومنذ أقل من شهر كانت منظمة الصحة العالمية قد قدمت تقييماً لوضع المدنيين المقيمين في مناطق سيطرة النظام السوري في ظل جائحة “كورونا”.
وقال المدير الإقليمي لمنطقة شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، أحمد المنظري، الشهر الماضي، إن انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19)، فاقم أعباء الناس الذين أنهكهم الصراع المستمر وفاشيات الأمراض والكوارث الطبيعية.
وأضاف المنظري أن القدرة على إجراء الاختبارات للفيروس في سورية “محدودة”، مشيراً إلى أن التزام الناس باستخدام الكمامات والتباعد المكاني منخفضاً، ولا يزال العاملون الصحيون معرّضون بشدة للخطر بسب الافتقار إلى معدات الوقاية الشخصية.