كيف تعاطى “مشايخ العقل” الثلاثة مع احتجاجات السويداء؟
مع تصاعد الاحتجاجات في السويداء، توجهت الأنظار نحو مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز الثلاثة، لمعرفة موقفهم مما يجري في المحافظة.
وتعالت الأصوات خلال الأيام الماضية بتوحيد الصف بين مشايخ العقل والقيادات الشعبية في المحافظة.
واختلفت مواقف مشايخ العقل الثلاثة في السويداء من الاحتجاجات، وهم: حكمت الهجري ويوسف جربوع وحمود الحناوي، رغم الاتفاق في نهاية المطاف على تأييدهم جميعاً لمطالب الشعب.
“ومشيخة العقل” في السويداء هي عبارة عن هيئة روحية وزعامة دينية متوارثة، ومنذ العهد العثماني كان هناك 3 شيوخ عقل يتصدرون رأس الهرم في الطائفة الدرزية.
وتعتبر مكانة المشايخ متوارثة، ولا يمكن أن تخرج المشيخة عن أسماء ثلاث عوائل (الهجري، الجربوع، الحناوي).
وبعد انطلاقة الثورة السورية، أظهر مشايخ العقل الثلاثة مواقف موالية للنظام.
لكن وعلى خلاف الهجري والجربوع، كان الشيخ الحناوي أكثر وسطية، كونه كان قريباً من المعارضة ببعض الفترات.
وحافظ الحناوي على دوره الديني، حيث لم يحيد عنه كثيراً.
حكمت الهجري
مع بداية الاحتجاجات في السويداء، أعلن الشيخ حكمت الهجري، الذي تنحصر مكانته الدينية في الريف الشمالي والشمالي الشرقي والريف الغربي للسويداء (دار قنوات)، دعمه للاحتجاجات.
وأصدر الهجري بياناً، السبت الماضي، أكد فيه “نفاد الصبر وفوات الأوان”.
وقال الهجري إن “الصمت لا يعني الرضا، فقد طاولت التصرفات والإجراءات لقمة العيش، فآن الأوان لقمع مسببي هذه الفتن والمحن ومصدري القرارات الجائرة المجحفة الهدّامة، ولنقتلع من أرضنا كل غريب وكل مسيء”.
وقال الهجري إنه من “حق الناس أن تصرخ وتستغيث، من حق الناس أن تتوقف عن عمل أصبح يجلب لهم الإذلال، ومن العيب أن نرى هذا التدمير ونبقى صامتين”.
وأيد الهجري الحراك وطالب المتظاهرين بعدم الاعتداء على أي مؤسسة حكومية والحفاظ على سلمية المظاهرات.
كما طالب بـ “محاسبة كل من حرم الشعب حقوقه، وكل من يدمر بنيان مجتمعنا واقتصادنا ونهب ثرواتنا”.
وعقب بيان الهجري شهدت ساحات السويداء ازدياد في عدد المتظاهرين، إذ وثقت شبكة “السويداء 24″، أمس الأربعاء، أكثر من 30 نقطة احتجاج في محافظة السويداء.
كما رفض رئيس مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، حكمت الهجري، وساطة نظام الأسد للتهدئة في مدينة السويداء، التي تشهد احتجاجات منذ أيام.
ونقلت شبكة “الراصد” المحلية عن مصادر وصفتها بـ”الخاصة”، أن محافظ السويداء التابع للنظام، بسام بارسيك، زار الهجري وقدم عرضاً له حول حلول للواقع الاقتصادي والمعيشي.
وقالت المصادر أن بارسيك عرض على الهجري إجراء اتصال مع أحد القيادات في دمشق.
إلا أن الشيخ حكمت الهجري رفض، وأكد أن المسألة “لا تحتاج لوساطات ولا اتصالات”.
كما أكد أن “مطالب الشارع معروفة ولا داعي لشرحها، وأنه لن يكون هناك أي تواصل مع أحد قبل تحقيق مطالب الشارع”، حسب المصدر.
حمود الحناوي
ومع تصاعد الاحتجاجات انضم شيخ العقل حمود الحناوي، الذي تنحصر مكانته في منطقة سهوة البلاطة في الريف الجنوبي للمحافظة، إلى المتظاهرين، وأعلن تأييده للحراك، أمس الأربعاء.
وأصدر الحناوي بياناً أكد فيه أن صوت المتظاهرين ووقفتهم “لا رجعة عنها لإيجاد الحل الحاسم.. فللصبر حدود”.
وقال حناوي إن “الطامة التي ألمت بنا جميعاً بعد أن عدمنا جميع الوسائل وحارت المساعي التي لم نترك باباً إلا وطرقناه من أجل إيجاد الحلول الناجحة ودرء المخاطر وتخفيف المحن عن الجميع”.
وأضاف أنه “على المسؤولين أن يعلموا حق العلم أن البطالة والجوع هما أكبر محرك لانهيار المجتمع”.
وأكد أن هناك أخطار محدقة بالناس وهي “تفشي المخدرات وغياب القانون والأمن والأمان والتسلط والآتوات والاستبداد”.
وأشار أن “المخدرات لا تبني وطناً، لا بارك الله فيها ولا بمن يصنعها أو يتاجر بها أو يتعاطى هذا السم الهاري”.
يوسف جربوع
وبعد خمسة أيام من الحراك، أعلن الشيخ يوسف الجربوع المسؤول عن دار الطائفة في مقام عين والزمان، ويتركز نفوذه الديني في مدينة السويداء والقرى الصغيرة المجاورة لها، تأييده للحراك.
والتقى جربوع بعدد من رجال الدين وأبناء السويداء بصالة عين الزمان، اليوم الخميس، وأصدر بياناً مصوراً أكد فيه تأييده للحراك.
وعقب ذلك صدر بيان عن طائفة الموحدين الدروز باسم يوسف جربوع وحمود الحناوي، حددا فيه ستة مطالب لنظام الأسد.
المطلب الأول كان “بتغيير حكومي وتشكيل حكومة جديدة قادرة على إدارة الأزمة وتحسين الواقع وإيجاد الحلول وعدم ترحيل المسؤوليات”.
والمطلب الثاني هو “التراجع عن كل القرارات الاقتصادية الأخيرة”، والعمل على تحسين الواقع المعيشي للمواطنين وتحقيق الحياة الكريمة، وإزالة كل العوائق والمظاهر التي تسبب إهانة المواطنين.
أما المطلب الثالث هو “محاربة الفساد والضرب على أيدي المفسدين بكل مصداقية وتقديمهم للعدالة”.
وحدد البيان المطلب الرابع بأن “تمارس المؤسسة الأمنية والشرطية دورها في الحفاظ على الأمن وأن تكون عوناً للمواطن لا عليه”، والمحافظة على وحدة الأراضي السورية وتحقيق السيادة الوطنية.
أما المطلب الأخير كان “إعداد دراسة تشغيل معبر حدودي لمحافظة السويداء لإنعاشها اقتصادياً”.
وعقب بيان جربوع، نشرت مواقع محلية في السويداء صورة تجمع المشايخ الثلاثة في دارة قنوات، بعد تلبية سماحة شيخي العقل يوسف جربوع وحمود الحناوي دعوة الزيارة السنوية إلى حجرة الشيخ أبو حسين ابراهيم الهجري.