كشف أحد قادة الاستخبارات الإيرانية عن دور قائد “فيلق القدس” السابق، قاسم سليماني، في تأسيس “الدفاع الوطني” بسورية، ومنعه سيطرة فصائل المعارضة على دمشق وحلب.
جاء ذلك في مقابلة لوكالة “تسنيم” الإيرانية، أمس الأربعاء، مع أحد قادة الاستخبارات في “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، ويدعى الحاج يونس.
وقال يونس إن سليماني كان وراء تأسيس ميليشيا “الدفاع الوطني” في سورية عام 2012، وتأسيس معسكرين رئيسيين في دمشق وحلب، وفق قوله.
وأضاف أنه في بداية تصاعد الأحداث في سورية، “لم يكن لدى السوريين (النظام السوري) الكثير ليفعلوه وقالوا إننا سنحل المشاكل بأنفسنا”.
وأضاف “كان الصراع قد بدأ في بعض المدن مثل جسر الشغور، كما قتل عدد من قوات الجيش. كان السوريون في حيرة من أمرهم، وتزايد عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي”.
ومع ازدياد التطورات وخروج بعض المدن عن سيطرة النظام، قال القيادي الإيراني “قدّرنا أن حكومة بشار الأسد ستسقط أخيراً خلال الأشهر الخمسة المقبلة”.
وأشار إلى أن التحرك الأول للقادة الإيرانيين في سورية كان عبر الإعلام بسبب أهميته، مضيفاً أنه تم “إنشاء مساحات فيسبوك وشبكات افتراضية تنشر أخباراً كاذبة، وفي الوقت نفسه، ساعدنا أيضاً في تعزيز التلفزيون السوري”.
وتابع “وصل المسلحون إلى حي الشيخ محي الدين بالقرب من القصر الجمهوري، وأغلق المسلحون مطار دمشق، كما أعلن رياض حجاب انشقاقه”، إضافة إلى تفجير مبنى الأمن القومي ومقتل قياديين كبار.
كل ذلك أدى إلى “وضع فوضوي للغاية في دمشق”، حسب كلامه، ما دفع قاسم سليماني إلى عقد اجتماعات مع مستشارين إيرانيين، وتقديم خطة عمل كان عنوانها “لا تتركوا سورية تسقط، لأنها إذا سقطت ستتضرر المقاومة”.
إحداث “الدفاع الوطني”
وأكد القيادي الإيراني أنه “عندما رأى الحاج قاسم حالة عدم الاستقرار هذه في بعض الهياكل، واقتداءً بقوات الباسيج في بلادنا، قام بإحداث الدفاع الوطني ووضعه تحت إشراف الشخص الأكثر موثوقية لدى رئيس الجمهورية”.
وتابع “في غضون بضعة أشهر، تم تنظيم آلاف الأشخاص الذين يمكن الاعتماد عليهم بنسبة 100% في هذا الدفاع الوطني”.
واعتبر أن خطة سليماني تقوم على “استخدام المواطنين لمحاربة المسلحين، فقام بتشكيل الدفاع الوطني وأصر على أن تكون القيادة والإدارة مع الجيش السوري”.
وحسب قوله فإنه مع إحداث الدفاع الوطني “تم إنشاء جيش شعبي إلى جانب الجيش السوري”.
كما قام سليماني بتشكيل “معسكرين رئيسيين أحدهما في دمشق على اسم السيدة زينب، والآخر في حلب على اسم حضرة رقية”.
وكانت مهمة المعسكر الأول هي أمن دمشق، على حد تعبيره”، مضيفاً أن “الأولوية الثانية كانت أمن حلب، العاصمة الاقتصادية لسورية، لأنها إذا سقطت ستتحول إلى مكان يشبه إدلب”.
وبدأت خطة سليماني من دمشق حيث كان الهدف الأول “العمل على تطهير طريق المطار، الذي كان المتنفس الوحيد، وفي غضون 30 يوماً، تم إنشاء حزام أمني حول المدينة لوقف المسلحين”.
أما في حلب فكان الهدف الأول هو أن “التركيز يجب أن يكون على الطريق من أثريا إلى السفيرة التي كانت محتلة”.
وخلال عشرة أيام وصلت قوات الدفاع الوطني إلى النقطة الرئيسية في السفيرة والتي فتحت متنفساً لحلب.
وأكد القيادي الإيراني أنه “تم إنشاء دفاع جيد عن مدينة دمشق وإغلاق دخول المسلحين”.
واعتبر أن “دمشق وحلب نقطتان استراتيجيتان، لو سقطتا لكان الوضع أسوأ بكثير ولن يكون بين أيدينا شيئاً”.