قال زعيم “هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، إنّ مشروع الهيئة ومن خلفها “حكومة الإنقاذ السورية” في منطقة شمالي غربي سورية هو “بناء كيان ومجتمع إسلامي سني”.
وقال في كلمة مرئية خلال لقاء بـ”حكومة الإنقاذ”، أمس الجمعة، إنّ “المشروع في المحرر لم يعد ثورة ضد ظلم وطغيان وإنما تحوّل لبناء كيان سنّي، لأن أهل السنّة معرضين لخطر وجودي في سورية، رغم أغلبيتهم وكثرة عددهم”.
وأضاف أن “النظام يعمل على سياسة التهجير واستبدال الهوية السنية بهوية أخرى، من خلال تجنيس عدد كبير جداً من الإيرانيين واللبنانيين من أصحاب الطائفة الشيعية”.
وتابع: “فكرة الثورة ليست فكرة عسكرية فحسب، ولو أنّ العسكرة هي من أهم الأشياء والسور الذي يحمي المنطقة، لكن اقتصار الثورة على أنها فكرة عسكرية أو أمنية هو توصيف خاطئ للثورة، وإنما هو بناء مجتمع وكيان إسلامي سني يحافظ على هوية وتراث هذا الشعب ويتناسب مع طبيعته وتاريخه”.
وزاد أن “حكومة الإنقاذ هي مرحلة مهمة جداً، من تاريخ الثورة السورية وهي الانتقال من حالة الفوضى التي كانت عليها المناطق المحررة إلى الحالة التنظيمية والقانونية”.
وهذه هي المرة الأولى التي يوضح فيها “الجولاني” المصنف على قوائم الإرهاب الدولية هدف التشكيل الذي يقوده في محافظة إدلب، في المرحلة المقبلة.
وكانت سياسية الجولاني الأمنية والإدارية قد لاقت، خلال السنوات الماضية رفضاً داخل الشرائح المجتمعية في محافظة إدلب، وما يزال هذا الرفض قائماً حتى الآن.
وذلك ما انعكس من خلال المظاهرات الشعبية التي كانت تخرج بصورة متواترة.
وتسيطر “هيئة تحرير الشام” على كامل مدينة إدلب وريفها إلى جانب ريف حلب الغربي، وتعتبر “حكومة الإنقاذ” الذراع المدني للهيئة في المنطقة.
وتتمتع “تحرير الشام” بشبكة اقتصادية كبيرة ومعقدة، إذ تُعتبر المعابر الحدودية من أكبر موارد الهيئة، وخاصة معبر باب الهوى الذي يعد البوابة الأبرز التي تغذي الهيئة بالموارد المالية، ولاسيما أنها سيطرت عليه بعد عملية عسكرية أطلقتها ضد “حركة أحرار الشام الإسلامية”، في عام 2017.