لا مكان للمرضى..شهادات من مشفى “الحفة” المخصص لـ”كورونا” في اللاذقية

أفادت مصادر محلية في اللاذقية أن مشفى الحفة الوحيد في المحافظة، المخصص لاستقبال مرضى “كورونا”، لم يعد يستقبل أي حالات جديدة، منذ نحو أسبوعين، كما لا يمكن نقل المرضى إلى مشافٍ أخرى، ما أدى لوفاة مصابين دون تلقي الرعاية الطبية.

ونقل مسؤول “لجان التنسيق المحلية” في مدينة جبلة، أبو يوسف جبلاوي، عن أحد الكوادر الطبية داخل مشفى الحفة، أن المشفى مجهز بـ ٢٧٥ سرير لمرضى “كورونا” فقط،  جميعها ممتلئة، وهو “بحالة مزرية جداً من الناحية التقنية، و يفتقر للمعدات الطبية والتجهيزات، حيث تم تجهيزه على عجل بداية انتشار الوباء”.

 وأضاف:”هناك طابقان غير مؤهلين لاستقبال المرضى ولم يكتمل اكسائهم بعد ( طلاء و خدمات صحية) ، تم وضع أكثر من ٥٠ سرير جديد في هذين الطابقين خلال الأيام الماضية بسبب كثرة عدد الإصابات”.

وأوضح المصدر أن  المرضى لا يتم استقبالهم  إلا بتقرير من مشفى “تشرين” في اللاذقية يؤكد أن المسحة إيجابية، حيث يحتاج المريض لدفع مبلغ 135 ألف ليرة سورية قيمة أجور المسحة، ولا تتوفر إلا في هذا المشفى.

 وتابع:” ليس من الضروري أن يتم استقبال جميع الحالات الإيجابية، مؤخراً زاد عدد الحالات كثيراً ولم نعد نستقبل معظم الحالات الجديدة إلا في حال توفر سرير”.

مقبرة عشوائية لضحايا “كورونا”

من جانبه تحدث أبو يوسف جبلاوي، عن ارتفاع كبير في أعداد الإصابات بالوباء في محافظة اللاذقية وريفها، مشيراً إلى أن عدد الوفيات بسبب “كورونا” في مدينة جبلة وحدها، أكثر من عشرين خلال آخر عشرة أيام، وكان آخرها رجل في الـ 55 من عمره توفي بعد يوم واحد من ادخاله المشفى، بعد أن رفض المشفى ثلاث مرات استقباله خلال أسبوع رغم اشتداد مرضه.

وأوضح أن مرضى “كورونا” لا يتم استقبالهم بأي مشفى آخر مهما كانت حالتهم الصحية، مشيراً إلى أن أحد أقارب المتوفيين في مدينة جبلة، منح موافقة لحضور جنازة قريبه حيث يسمح النظام بمشاركة ممثل وحيد عن ذوي الميت، وذكر بأن السلطات في اللاذقية، أعدت مقبرة تبعد عن مشفى الحفة حوالي ٢٠ كيلو متراً.

أبو أحمد وهو أحد الناجين من المرض في مدينة جبلة، وصف في حديثه لـ”السورية نت” حال المشفى بـ”المرعب”، وأوضح أن الدخول للمشفى يحتاج إلى “واسطة” استطاع هو الحصول عليها عبر أحد معارفه.

وأضاف:”دخلت بلا أي مرافق.. على باب المشفى يوجد حاجز أمني وكأنه ثكنة عسكرية، بقيت بمفردي لمدة تسعة أيام كانت حالتي سيئة جداً، لا يوجد في المشفى سوى أجهزة التنفس الإصناعي. كان البرد شديدا والرعاية شبه مفقودة، لا يمكنك الاستعانة بأحد، المرضى في كل مكان، و معظمهم من الأعمار الكبيرة، لا يوجد حتى بطانيات كافية(…)خرجت من المشفى بأعجوبة”.

وأكد أبو أحمد في ختام حديثه، أن أعداد الوفيات أكبر من أعداد الناجين، مضيفاً:” يومياً ينقلون جثث لمرضى توفوا إلى مقبرة قريبة، ما شاهدته كان رعباً حقيقياً”.

استهتار

بدوره تحدث خالد(طلب عدم ذكر اسمه الكامل) وهو طالب جامعي في مدينة اللاذقية، عن الإهمال الكبير من قبل حكومة سلطات النظام والأهالي بشأن المرض، وأوضح خالد “المرض متفشٍ بشكل كبير في اللاذقية. المرضى يفضلون الموت في بيوتهم، و وسط الفقر معظم المصابين يرفضون دفع 135 ألف ليرة لاجراء مسحات الاختبار، ويختارون حجر أنفسهم في منازلهم عند شعورهم بالأعراض”.

وتابع:” حكومة النظام لا يهمها أي شئ من يموت ومن يعيش، في جميع دول العالم حظروا مباريات كرة القدم، لكن قبل أيام كان ملعب اللاذقية يحوي أكثر من 15 ألف متفرج دون أي اجراءات وقائية من المرض هذا عدا عن الأسواق والأفران والمدارس تعيش وضعاً شبه طبيبعي بدون إجراءات وقاية”.

آلاف المشجعين حضروا مبارة حطين والجيش في “ملعب الباسل” في مدينة اللاذقية رغم تزايد اصابات كورونا 28/11/2020

يشار أن حكومة النظام أعلنت عن تسجيل 773 إصابة بـ”كورونا” في محافظة اللاذقية فقط منذ بدء انتشار الوباء، في حين تشكك مصادر محلية بهذه الأرقام وتقول إنها أقل بكثير من الواقع.

قد يعجبك أيضا