يترقب لبنان اليوم الجمعة تطورين قد يغيرا من مشهد الأحداث السياسية التي يعيشها، منذ أشهر، والتي صبت في مجملها ضمن إطار “الأزمة الدبلوماسية” مع الدول الخليجية.
ومن المقرر أن يقدم وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي استقالته ظهر اليوم، الجمعة، بحسب ما أعلن أمس، أثناء حديثه لوسائل إعلام لبنانية.
وقال قرداحي لصحيفة “الجمهورية“: “لقد حان وقت للاستقالة، وأنا مقتنع بأنني اتخذت القرار الصح في التوقيت الصح، ولذلك أشعر براحة داخلية”.
وذكرت الصحيفة أن قرداحي اتخذ قراره بالاستقالة “بعد مشاورات أجراها مع حلفائه”، مشيرة إلى رئيس “تيار المردة”، سليمان فرنجية وجماعة “حزب الله” المتحالفة مع إيران.
وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن مصادر أمس الخميس، أن الاستقالة تأتي لفتح باب التفاوض قبيل الزيارة المقررة للرئيس الفرنسي ماكرون للسعودية، في ظل الأزمة القائمة بين لبنان وبعض دول الخليج.
وكانت شرارة الأزمة قد اندلعت بعد تصريحات لقرداحي انتقد فيها التدخل العسكري، بقيادة الرياض، في حرب اليمن، واعتبر فيها أن جماعة الحوثي تدافع عن نفسها.
ومن المفترض أن تبدأ زيارة ماكرون في أبو ظبي ثم قطر ويختتمها في الرياض.
ويتوقع المراقبون أن تشكل “استقالة قرداحي” ورقة متينة في يد الرئيس الفرنسي، لدى توسطه عند القيادة السعودية لإقناعها بإعادة تطبيع العلاقات مع لبنان، بحسب صحيفة “الجمهورية”.
من جانبها قالت صحيفة “النهار” إن الحديث عن خطوة قرداحي المحتملة، رافقتها معطيات عن تشدد فرنسي في طلب قيام الحكومة اللبنانية بخطوة حاسمة، وتحديداً الاستقالة، لكي يكون بين يديّ الرئيس الفرنسي ما يفاتح به السعوديين للتخفيف من وطأة الازمة الدبلوماسية.
وحسب الصحيفة فقد تردد أن مشاورات كثيفة جرت في اليومين الماضيين لإقناع كل من “حزب الله” و”تيار المردة” خصوصاً باستقالة قرداحي، وأن حلفاء الأخير تركوا له الحرية في اتخاذ القرار النهائي.
فيما رجحت المعطيات إقدامه على الاستقالة في مؤتمر صحافي يعقده في الساعة الواحدة بعد ظهر اليوم في وزارة الإعلام.
ودفعت تصريحات وزير الإعلام اللبناني، قبل نحو شهر، السعودية والبحرين والكويت إلى طرد سفراء لبنان لديها واستدعاء سفرائها لديه.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، قال وزير خارجية البحرين، عبد اللطيف الزياني، إن على لبنان إثبات أن حزب الله يمكنه “تغيير سلوكه” لرأب الصدع مع دول الخليج العربية.